سام برس الكاتب والصحفي القدير الأستاذ يحيى علي يحيى نوري

39 مشاهدة

بقلم/ محمد شمسان
في هذه السطور التي أقدمها لتسليط الضوء على أبرز تجارب العمل الصحفي - ونجوم الصحافية اليمنية خلال الثلاثة العقود الماضية ، أجد نفسي مجبرا على تغيير أسلوب وطريقة السرد والتقديم لهذه التجربة التي أقف أماها باحترام وتقدير كبير ، لكونها تحتوي على قصة مثيرة للكفاح والجد والمثابرة - لنجم صحفي طموح غامره شغف المعرفة منذ طفولته ، وكان برغم الظروف التي تحيط به يندفع نحو عوامل المعرفة والتزود الثقافي بإصرار ومشقة حتى وإن كلفه الامر معاقبته بالضرب من قبل مدير مدرسته ، لتغيبه عن طابور الصباح واحيانا الحصة الأولى .
قصة يجب أن تدرس للأجيال القادمة كنموذجا للتضحية من أجل تحقيق الهدف الكبير ، وسأترك بطلها الصديق الحبيب والصحفي القدير يحيى نوري يرويها لكن بتفاصيلها المثيرة للإعجاب والتقدير .
من الحافلة إلى رئاسة التحرير
​تبدأ القصة في منطقة خميس مذيور مديرية الحيمة الخارجية محافظة صنعاء على بعد ثلاثين كيلومتراً من صَنعاء، حيث لم يكن الوصول إلى المعرفة أمراً ميسوراً ، بل كان هدفاً يستوجب التضحية..
​لم يكن ارتباطي بالصحافة مجرد قراءة عابرة ، بل كان عهداً يقطع حبل الروتين اليومي ، وكان الموعد عند مفترق طريق مرور حافلات شركة النقل البري من صنعاء إلى الحديدة ، تلك النقطة ، التي كانت تُلقي إليّ نسخة من صحيفة الثورة ، كَوعدٍ صامت بالمعرفة ووجبة دسمة للوعي الفكري ، من قبل أحد العاملين النبلاء ..
​كان ثمن هذا اللقاء الروحاني هو ساعة انتظار كاملة، تُقتطع من وقت الذهاب إلى المدرسة ، وتكلّفني التغيّب عن طابور الصباح ، وفي كل مرة كان مدير المدرسة ينتظرني بعصاه لـ يُكرمني بضرباتٍ تذكرني بـثمن هذا الشغف..
​كانت شرارة البداية حين أصاب الحافلة عطل فني في منطقتنا، لقد كانت فرصة لي لأقدم خدمة لا تُقدر بثمن: حملت الماء من البئر المجاورة لتخفيف حرارة محركها المتقد وفي المقابل، لم أطلب أجراً مادياً ، بل نسخة من صحيفة الثورة. كانت تلك النسخة هي أعظم أجر مُنتظر ..

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح