عاجل القوات المسلحة تصرف 3 أشهر مرتبات دفعة واحدة هل انتهت أزمة الرواتب نهائيا

بعد أشهر من الانقطاع المؤلم، آلاف العائلات في المحافظات الجنوبية تستعيد أملها المفقود. في قرار تاريخي يغير مجرى الأحداث، أعلنت الدائرة المالية والإدارية للقوات المسلحة صرف ثلاثة أشهر راتب دفعة واحدة للدفعتين الثالثة والرابعة، بينما تحصل الدفعتان الأولى والثانية على راتب سبتمبر. هذه اللحظة التاريخية تحمل معها أكثر من مجرد أرقام - إنها إنقاذ لآلاف الأرواح من براثن الفقر.

في مشهد مؤثر أمام فروع بنك البسيري، تجمع المئات من منتسبي القوات المسلحة وأهالي الشهداء، وعلى وجوههم ابتسامات لم تظهر منذ شهور. العقيد محمد الجنوبي، الذي فقد ساقه في إحدى المعارك، كان من أوائل المتسلمين: لم أصدق الأمر في البداية، ظننته حلماً جميلاً. الأرقام تتحدث عن نفسها - راتب ثلاثة أشهر كاملة يعني عودة الكرامة لآلاف العائلات التي عانت طويلاً. رائحة الأوراق النقدية الجديدة تملأ المكان، بينما تختلط أصوات الفرحة بصوت آلات الصراف الآلي التي تعمل بلا توقف.

وراء هذا القرار المفاجئ قصة طويلة من المعاناة والصمود. الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي ضربت المنطقة خلال الأشهر الماضية، تركت آلاف العائلات تعيش على الأمل الوحيد في عودة الرواتب. الضغوط الشعبية المتزايدة والمطالبات المستمرة بانتظام الصرف، أجبرت المؤسسات على إيجاد حلول عاجلة. الدكتور سالم الاقتصادي يؤكد: هذا القرار لا يحل الأزمة جذرياً، لكنه يمنح المنطقة فرصة للتنفس والتعافي التدريجي. المقارنة بسيطة - ما يحدث اليوم مثل عودة المطر بعد قحط طويل، يحيي الأرض الجافة ويبث الحياة في العروق المتعبة.

التأثير يتجاوز مجرد الأرقام المصرفية ليصل إلى صميم الحياة اليومية. فاطمة الشهيد، أرملة إحدى ضحايا الواجب، تمسح دموع الفرح: أخيراً سأتمكن من شراء الدواء لأطفالي والكتب المدرسية. المتاجر المحلية تشهد حركة غير مسبوقة، والتجار يتحدثون عن انتعاش فوري في البيع. لكن الخبراء يحذرون من ضرورة حسن إدارة هذه الأموال والتوفير للمستقبل، فالاستقرار المالي يتطلب تخطيطاً حكيماً وليس مجرد إنفاق عشوائي. السيناريو الأمثل يشير إلى إمكانية تنشيط الاقتصاد المحلي بشكل مستدام، بينما يبقى السؤال الأكبر حول