القمار الإلكتروني يبتلع أموال شباب سورية وأحلامهم

119 مشاهدة

في غرفة صغيرة مظلمة بريف دمشق، يقضي العشريني السوري رافد الأبرش ساعات طويلة ممسكاً هاتفه المحمول يتابع موقعاً للمراهنات الرياضية. يترقّب بشغف صافرة نهاية المباراة، علّها تجلب له الضربة الذهبية التي قد تعيد له ما خسره خلال الأسبوع الماضي. لكنّ النتيجة تأتي عكس ما تمنّى، ليزداد دينه الذي تجاوز ألفي دولار، لا يعرف كيف سيسدّدها، في بلد لا يتجاوز متوسط الراتب الشهري فيه 20 دولاراً.
وينظر آلاف الشبان السوريين إلى القمار الإلكتروني، المنتشر عبر مئات المواقع وصفحات تلغرام وفيسبوك، كوسيلة للهروب من البطالة والفقر وانسداد الأفق، غير أنّ هذا الطريق ينتهي في أغلب الأحيان بخسائر مالية، ومشاكل عائلية، وتهديدات قد تصل إلى حدّ القتل.
من طرطوس، يقول شاب خسر نحو خمسة آلاف دولار عبر المراهنات، لـ العربي الجديد، إنه تلقى اتصالاً من أحد الوسطاء يطالبه بالدفع، مهدّداً إياه بعناصر مسلّحة إن لم يُسدّد المبلغ خلال أيام. بينما في حلب، باع سوري آخر متجره ومنزله بعدما دخل دوامة القمار، وانتهى به الأمر مشرداً، مدمناً على الكحول، وفقد أسرته بالكامل، كما ترك شاب آخر جامعته بعدما استهلكه إدمان القمار، وصار يقضي الليل والنهار على المواقع بانتظار فوز يعوّض خسائره المتراكمة.
لم يكن المحامي فادي الرحّال بحاجة إلى كثير من الوقت ليشرح مأساة القانون في مواجهة هذه الظاهرة. في مكتبه بوسط دمشق، فتح نسخةً من قانون العقوبات وقانون الجرائم المعلوماتية، وأشار بإصبعه إلى المادتَين 619 و620 قائلاً: التشريع موجود، لكنه يقف عاجزاً أمام سيل المواقع الإلكترونية التي تتكاثر يوماً بعد يوم.


يوضح الرحّال لـالعربي الجديد أنّ القانون السوري، حتى بعد تعديله في عام 2022، يفرض على المقامرين غرامات تتراوح بين مائة وخمسمئة ألف ليرة سورية، وقد تصل الغرامة إلى مليون ليرة في حال ارتُكبت الجريمة عبر الإنترنت. أما من يديرون هذه الشبكات أو ينظمونها، فالعقوبة تتراوح بين ثلاثة أشهر وسنتين سجناً، إضافة إلى الغرامات، ومصادرة الأجهزة، وربما حتى إغلاق الموقع الإلكتروني أو حجب الخدمة نهائياً.
لكن الرحّال يسخر: هل تعتقد أنّ

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح