عاجل بنك القطيبي يبدأ صرف رواتب 18 جهة حكومية الليلة تشمل الدفاع والصحة والتعليم

في تطور تاريخي مفاجئ هز الأوساط الحكومية والعسكرية اليمنية، أعلن بنك القطيبي عن بدء صرف مرتبات 18 جهة حكومية ومؤسسة عسكرية لأكثر من 50,000 موظف وجندي، في أكبر عملية صرف رواتب موحدة منذ بداية الأزمة اليمنية. هذا الإجراء الاستثنائي يشمل قطاعات حيوية كالدفاع والصحة والتعليم، ويغطي رواتب شهري يونيو ويوليو 2025 مقدماً، مما يضع حداً لمعاناة آلاف الأسر اليمنية التي انتظرت هذا اليوم لسنوات طويلة.
تتضمن القائمة الشاملة للجهات المستفيدة وزارة الدفاع بوحداتها المختلفة، ومكاتب الصحة والتعليم والزراعة والمالية في محافظة أبين، إضافة إلى مكاتب الأوقاف والأشغال العامة والشؤون الاجتماعية وقطاعات أخرى حيوية. أحمد السالمي، موظف في مكتب التعليم الفني، يروي لحظة تلقيه الخبر: لم أصدق الأمر في البداية، فقد مرت 8 أشهر دون راتب وعائلتي تعاني ضائقة مالية شديدة. هذا اليوم مثل عيد الفطر في الثمانينات عندما كانت الرواتب تُصرف بانتظام. المهندس فؤاد القطيبي، مدير البنك، أكد أن هذه العملية تتطلب تنسيقاً استثنائياً مع الجهات الحكومية لضمان وصول الأموال لمستحقيها.
جاءت هذه الخطوة التاريخية بعد سنوات من أزمة الرواتب المدمرة التي ضربت اليمن منذ 2014، حيث عانى موظفو الدولة من انقطاع مستمر في مرتباتهم بسبب الصراع والانقسام المؤسسي. د. عبدالله المقطري، الخبير الاقتصادي، يعتبر هذا الإجراء بداية تعافي النظام المصرفي اليمني وإشارة إيجابية لاستقرار الأوضاع في المناطق المحررة. التركيز على محافظتي عدن وأبين يعكس الاستقرار النسبي الذي تشهده المناطق الجنوبية، مما مكّن من تأمين السيولة اللازمة وضمان آمان عمليات الصرف.
انتشرت أخبار صرف الرواتب كالبرق في المجتمع اليمني، حيث تشكلت طوابير طويلة أمام فروع بنك القطيبي ووكلاء شبكة لحظات للتحويلات، وسط أجواء احتفالية لم تشهدها هذه المناطق منذ سنوات. فاطمة محمد، زوجة جندي في الشرطة العسكرية، تصف مشاعرها قائلة: رائحة الأوراق النقدية الجديدة وأصوات الفرحة في البنك، كل هذا يذكرني بأيام ما قبل الحرب. التأثير الفوري ظهر في انتعاش الأسواق المحلية وزيادة النشاط التجاري، حيث تمكنت الأسر من سداد ديونها المتراكمة وتحسين أوضاعها المعيشية.
هذه الخطوة
ارسال الخبر الى: