القضاء وامتحان كارثة درنة

109 مشاهدة
الجميع ينتظر النائب العام في ليبيا الصديق الصور ليعلن عن نتائج التحقيقات في أسباب انهيار سدي وادي مدينة درنة واللذين تسببا في موت الآلاف وفقدان وتشريد مثلهم خصوصا أنه أعلن الاثنين الماضي عن إجراءات وقرارات جديدة تظهر جدية السلطات القضائية في التعامل مع هذا الملف كالأمر بحبس عميد بلدية درنة أحمد امدورد أقرب المتهمين الضالعين في الكارثة وسبعة مسؤولين آخرين كما حرك قضايا جنائية ضد غيرهم ليرتفع عدد المتهمين في القضية إلى 16 مسؤولا مكتب النائب العام صرح بأن التحقيق سيسير بالتوازي في جانبي الفساد والإهمال الفساد المالي والإداري سواء لدى بلدية درنة أو لدى هيئة المياه وقبلهما إدارة السدود وأين ذهبت المخصصات المالية وكيف عقدت الإجراءات الإدارية الاستفادة منها في صيانة المنشآت المرافق الخدمية أو كيف فتحت هذه الإجراءات طريقا لنهب تلك المخصصات أما الإهمال فهو تغاضي السلطات المتصلة صلاحياتها ومسؤولياتها بالمرافق والمنشآت الخدمية ومنها السدود عن الاهتمام بها ومراقبتها وعلى الأقل عدم وجود نظام إنذار مبكر في السدود لتلافي تداعيات كارثة انهيار السدين في درنة صحيح أن المسار القانوني للتحقيق كما يبدو حتى للمراقب غير المتخصص يسير في الاتجاه المطلوب لكن يبقى السؤال هل الفساد والإهمال وليد اللحظة أما أنهما ثقافة وأسلوب عمل لدى المسؤولين والقادة تجذرت منذ سنوات الجواب يقع ضمن بيان مكتب النائب العام الذي أشار إلى أن التحقيقات ستطاول مسؤولين من النظام السابق ما يعني أن السلطات القضائية نفسها متهمة بالإهمال والتقصير وإلا أين كانت عندما كان الفساد يدب في كل شيء وهل دورها في التحقيق والمتابعة يبدأ منذ تلقيها للبلاغات فقط المؤسسة القضائية سلطة منفصلة كما توصف في كل أدبيات أزمة الحكم والسياسة في العالم ودورها رقابي أيضا ولا يقتصر على العمل بعد وقوع الكوارث والأزمات فهي ليست مؤسسة عقابية وعند تقصيرها هناك من يحاسبها لماذا لم تتحرك السلطة القضائية للتحقق من صحة المئات من الوثائق التي كشف عنها نشطاء وتنتشر عبر وسائل الإعلام تؤكد استشراء الفساد في المؤسسات الحالية وإن كان جواب القضاة والنيابة العامة أنها وثائق لا يعتد بها فماذا عن تقارير ديوان المحاسبة أعلى جهة رقابية في الدولة التي بدأت في الكشف جهارا نهارا منذ العام 2014 ضمن تقاريرها السنوية عن وثائق وأرقام رسمية عن حجم الفساد والنهب الواسع للمال العام والتجاوزات الإدارية الفاضحة بل وأكثر من ذلك فقد نشرت ضمن تقريرها للعام 2021 وثائق وأرقاما رسمية تخص سدي وادي درنة تظهر فسادا واضحا في أموال ومخصصات صيانة السدين ظلت مفتوحة أمام الناهبين منذ العام 2010 وحتى العام 2020 الآمال على التحقيقات الجارية في انهيار سدي درنة قد تتبخر قريبا ولن تتمكن النيابة العامة من ملاحقة الجناة الذين يعرف كل ليبي هوياتهم مثلا هل ستنظر النيابة العامة في قانونية تولي عميد بلدية درنة منصبه بعدما تم تكليفه من قبل خاله رئيس مجلس النواب عقيلة صالح على الرغم من أن الأخير لا يملك سلطة تعيين العمداء وطالما كان منصبه محل جدل واعتراض من قبل العديد من أهالي سكان درنة سؤال عابر على سبيل المثال لا الحصر ومن أبسطها كيف يمكن أن يكون القضاء مستقلا ومنصب النائب العام من بين المناصب السيادية السبع التي أوكل لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة سلطة تعيين شاغليها وإقالتهم انهيار سدي درنة كشف عن أكذوبة استقلال السلطات في البلاد وأن الجميع واقع في قبضة قلة من أصحاب المصالح الخاصة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح