الذين جعلوا القرآن عضين سلسلة حقائق التنزيل الرسالي وانحرافات التأويل السلالي 1

37 مشاهدة

كما تورط بني إسرائيل في تحريف الكلم عن مواضعه وتعضية النصوص لاجتزاء بعض العبارات من سياقاتها وتوظيفها توظيفًا سياسيًا وتجاريًا لخدمة الأهواء الإبليسية وتلبيس الحق بالباطل، فقد وقع بعض المسلمين في فتنة العبث بالقرآن الكريم وتوظيفه في خدمة مصالح عنصرية كهنوتية ضيقة، وترتب على ذلك فساد كبير و فتنة تكفير وسفك للدماء و مصادرة لقيم الحرية والشورى والمساوة في الإسلام. وليس من الصعب اكتشاف ضلالات التأويل السلالي وانحرافه عن حقائق التنزيل الرسالي ، فما نحتاج إليه فقط هو قراءة النصوص كاملة مع قراءة ما قبلها وما بعدها حتى يتضح سياق التنزيل الرسالي و تتبين أباطيل التأويل السلالي. ولو أخذنا مثلا قوله وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ(66) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67)قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(68) لو قرأنا هذه الآيات وقرأنا عشرين آية قبلها، وعشرين أية بعدها سنجد أن سياق الآيات يتحدث بوضوح عن أهل الكتاب، وأن قوله تعالى بلغ ما أنزل إليك من ربك مرتبط بقوله تعالى بعد ذلك قل يأهل الكتاب فقد حددت الآية التالية البلاغ المقصود، وجاء في الآية السابقة وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ وجاء في الآية اللاحقة قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ
بعد كل هذا الوضوح كيف يتجرأ من يدعي انتسابه للإسلام وآل محمد وأنه قرين القرآن وبئست الدعوى وصاحب ثقافة قرآنية ومن أعلام الهدى كيف يتجرأ هؤلاء على القول بأن البلاغ المطلوب من الرسول في الآية الكريمة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح