القديسون الأبرياء هل نحن أحرار حقا

١١٨ مشاهدة
يقول الكاتب الفرنسي ألبير كامو إن الطريقة الوحيدة لمواجهة عالم غير حر هي أن يكون المرء حرا بشكل مطلق لدرجة أن يصبح وجوده نفسه فعلا متمردا ولكن ما هي الحرية وهل من الممكن أن يكون المرء حرا في المجتمع وإن لم يكن الأمر كذلك فمن أين ينبع هذا التوق العميق القابع في أنفسنا نحو الحرية وإذا كانت حريتنا تبدأ عندما تنتهي حرية الآخرين ألا يعني ذلك أن للحرية حدودا من يضع تلك الحدود وهل يمكن أن تنتهي حرية الفرد هل نحن أحرار حقا على مر التاريخ تناول الكتاب والشعراء والفلاسفة المعنى الحقيقي للحرية من شكسبير في عمله المسرحي العاصفة إلى كالديرون في عمله الرائع الحياة حلم وجميعهم حاولوا أن يفكوا رموز تلك العلاقة الغامضة بين البشر تلك اللعبة المنحرفة التي يصبح فيها المرء سيدا والآخر عبدا وإذا فعلوا ذلك فلأنها واحدة من أعمق القضايا وأكثرها إثارة للجدل منذ أن بدأ البشر يعيشون في المجتمعات سأل الكاتب الإسباني ميغيل ديليبس 1920 2010 نفسه كمثل العديد من عمالقة الأدب والفكر هذا السؤال وليست روايته القديسون الأبرياء 1981 التي قرر المخرج الإسباني خافيير فيرنانديز سيمون نقل نصها إلى المسرح وعرضه على خشبة نافيز دي إسبانيول في مدريد إلا تأكيدا على أن هناك في الحياة عالمان عالم من يأمر بقسوة وإذلال وبلا إنسانية وعالم من يعمل ويطيع بذل واستعباد عالم من يأمر بإذلال وبلا إنسانية وعالم من يعمل ويطيع تتناول المسرحية التي يستمر عرضها حتى الحادي عشر من حزيران يونيو الجاري على غرار الرواية قصة عائلة تعيش في الريف الإسباني في ستينيات القرن المنصرم حيث تعمل عائلة الفلاحين باكو وريجولا وأولادهما الأربعة في خدمة عائلة إقطاعية في مزرعة كبيرة ويتعرضون فيها لكافة أنواع الذل التي يمكن أن يمر بها إنسان الجديد في المسرحية هو شخصية آزارياس شقيق زوجة باكو الذي يطرد من عمله ويأتي للعيش مع أخته والعائلة في المزرعة يقدم المخرج هذه الشخصية بصورة بطل مختلف عما جاء به في الرواية حيث كان في الرواية مصابا بشلل دماغي مستلقيا على السرير دائما إدانة أخلاقية للظلم الاجتماعي وأسبابه أما باكو بطل المسرحية الذي سيكون همه الوحيد تعليم أطفاله التخلي عن الحياة التي يعيشونها فسيتحمل بصبر حديدي كل المواقف التي يتعرض لها وسيكون السؤال الذي يتركه مخرج العمل مع انغلاق الستار بانتظار جوابنا بابان في الجزء الخلفي من المسرح هما اللذان سيحددان الاختلافات الطبقية بين شخصيات المسرحية باب كبير يخرج منه نور أبيض في إشارة إلى منزل الأغنياء وسترة مهترئة تستخدم بابا حيث تخرج منه عائلة باكو الفقيرة تشكل مسرحية القديسون الأبرياء إدانة أخلاقية للظلم الاجتماعي وأسبابه وعواقبه كما أنها تثير مسألة التسلسل الهرمي الوحشي للمجتمع الذي يتسبب في نزع الصفة الإنسانية عن أفراده يستفيد مخرج العمل من حبكة الرواية لكي يسقط بعض الموضوعات السياسية والاجتماعية على الواقع السياسي والاجتماعي في إسبانيا لا سيما مؤسسة التعليم التي يجب أن تعلم المرء مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية وإلغاء الفروق الطبقية بين أفراد المجتمع

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح