القبول بالآخر حجر الزاوية لبناء اتحادات نقابية قوية

كتب / بلعيد صالح:

تعد النقابات، سواء كانت عمالية، مهنية أو أكاديمية، دعامة أساسية في الدفاع عن حقوق الموظفين والعمال الذين ينتمون إليها، فهي المنبر الذي يعكس تطلعاتهم نحو حياة كريمة و بيئة عمل صالحة٠

إن نجاح العمل النقابي خاصة في البلدان التي لا تحترم حكوماتها حقوق الفئات الضعيفة أو القليلة يتطلب الوحدة النقابية إذ لا يتحقق النجاح إلا عندما تتكاتف النقابات و الأفراد ويساند بعضهم بعضاً، وهنا تبرز أهمية وجود اتحادات أو تكتلات نقابة تجمع أكثر من نقابة تحت سقف واحد وأهداف مشتركة كإطار وكركيزة أساسية تحمي كرامة ومكانة الموظفون والعمال هذا الاتحاد أو التكتل يصبح منارة للإرادة الجماعية التي تدافع عن حقوق الأفراد وتضمن تحقيق مطالبهم في وجه كل تعسف أو ظلم يتعرضوا له ، فمن خلال الاتحاد أو التكتل النقابي يتلاحم العمال والموظفون في صف واحد، وتتعدد أصواتهم فتصبح قوة لا يستهان بها، وهذه القوة تترجم إلى تغيير حقيقي، وإلى صوت مسموع في صنع السياسات واتخاذ القرارات التي تخص فئات واسعة من المجتمع فكلما اتحدت الجهود، زادت فرص النجاح في تحقيق الأهداف التي تعود بالنفع على جميع الأفراد، فالاتحادات أو التكتلات النقابية تزيد من تأثير النقابة على الأرض ومن قدرتها على تحقيق نتائج ملموسة على صعيد الحقوق وبذلك يتحول العمل النقابي إلى حركة إنسانية تحمي حق كل من ينتمي إليها.

ولأن تلك الاتحادات والكيانات ستصبح هي قلب الحركة العمالية والمهنية، فإن الحديث عن مستقبلها هو حديث عن ضمان استمراريتها ونجاحها في التأثير الإيجابي على حياة الأفراد، وهنا ياتي دور القبول بالآخر ليكون حجر الزاوية الذي يبني جسور التعاون المشترك بين جميع النقابات وأفرادها ضمن هذا الاتحاد أو الكيان ، فالقبول بالآخر ضرورة استراتيجية تعيد الروح إلى الجماعة ، فالقدرة على التفاعل مع التنوع واختلاف الآراء هي التي تضمن استدامة الاتحاد، وتمنحه القدرة على النمو والتطور ؛ فالاختلاف ليس عائقاً كما يتصور البعض، بل قوة دافعة تُثري العمل النقابي وتعزز من قدرته على التكيف مع التحديات المتزايدة، فقوة