القامشلي الشابة التي في التاسعة والتسعين
107 مشاهدة
في الشرق، وتحديداً في هذه البلاد العتيقة، إن المدينة التي عمرها مائة سنة تعدّ صبيّةً بين المدن. نتحمل طيشها وصخبها وارتجالاتها وحماسها، كما نتحمل بناتنا المراهقات. نقول لبعضنا ونحن نبتسم: اصبروا قليلاً. بضعة قرون وستكبر وتعقل. ونكون في الوقت نفسه مفتونين بحيويتها ونشاطها وألقها وبهائها.
تُعرف القامشلي بألقاب كثيرة كـعروس الجزيرة ومدينة الحب وفقاً للموسيقار الكردي الراحل سعيد يوسف، وكاليفورنيا الشرق كما وصفتها البعثة الزراعية الأميركية في خمسينيات القرن الماضي، إضافة إلى لقب باريس الصغرى لرمزية بناء الفرنسيين المدينة.هذه المدينة العاشقة للحياة والإخاء، تعلو فيها أصوات أجراس الكنائس وصدى الأذان. تتراقص مع الأعياد القومية للكرد في النوروز والآشوريين في الأكيتو. تجمع القوميات والأديان في خيم العزاء وصالات الأفراح. جمعت شوارعها وأحياؤها أبناء شمال وجنوب ووسط المدينة. لتتحوّل المدينة إلى نموذج فريد في الأزياء المزركشة للكرديات، والعبيّ للعربيات، والموديرن للسريانيات الآشوريات. تجد كل النماذج والستايلات الكاجوال والكلاسيكي والعصري، بدءاً من العكال والشماغ مروراً بالشال والشاب، ووصولاً إلى أحدث صراعات الموضة. هي حقيقة سورية المصغرة، التي تحتوي على الكرد والعرب والسريان والأشوريين والشراكسة والأيزيديين والمسيحيين والمسلمين. تتشابك العادات والتقاليد المختلفة معاً. وعلى ضفاف نهر جقجق والآبار الزراعية، تبدو الحقول كممر أخضر تلعب بها أمواج الرياح.
قامشلو/ قامشلي/ زالين. مدينة واحدة وتسميات كثيرة لشعوب عديدة، أسرة واحدة ولغات متنوعة، عادات وتقاليد متسقة ومتداخلة في بعضها البعض. وهي مدينة تمازج وتحاور الحضارات والثقافات بنزعتها الإنسانية.
قُتل عباس عباس من عشيرة دوركان، لتجتمع العشائر الكردية والعربية وتنتقم من القوات الفرنسية
ظروف النشوء
بعد هزيمة الصفويين في معركة جالديران عام 1516، بسط العثمانيون سيطرتهم على كامل الجغرافيتين السورية والعراقية، حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918. وفي عام 1922، أصبحت الجزيرة الوسطى (الجزيرة السورية) تحت الاحتلال الفرنسي والتي تقع مدينة القامشلي في هذا الجزء من الجزيرة. وشهد أول استقرار بشري في الألف الثامن قبل الميلاد، وأول حضارة ظهرت تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد وهي حضارة تل حلف-واشوكاني في سري كانيه\رأس العين.ولا تزال سكّة
ارسال الخبر الى: