القاعدة والسيادة
زاحَمَ مصطلحُ السيادة غيرَه من المصطلحات في الفضاء الإعلامي والسياسي العربي والعالمي عقب استهداف الجمهورية الإسلامية لقاعدة العديد الأمريكية في قطر ردًّا على العدوان الأمريكي على مواقع المفاعلات النووية السلمية في إيران، وعلى غير ما هو مستقر في الذهنية العربية عُمُـومًا والخليجية خُصُوصًا استقبل الرأي العام العربي جرعات غير معتادة وغير متدرجة من مصطلح السيادة عبر شبكة الجزيرة الإعلامية وغيرها من الشبكات الناطقة بالعربية، التي ردّدت وبشكل واسع التصريحات والبيانات، والتنديدات والإدانات الصادرة عن الخارجية القطرية، وما تبع ذلك من مواقف صادرة من عدد من الدول الخليجية بصورة منفردة وجماعية من خلال بيان وزراء مجلس التعاون الخليجي.
وبدأت عقب ذلك التساؤلات عند بعض النخب وعموم الشعوب الخليجية وبعض الشعوب العربية حول مفهوم السيادة؟ وما هي الأفعال والأقوال التي تعد انتهاكًا للسيادة؟ وما هي قيمة تمتع الدول بالسيادة؟ وما هي تبعات فقدان سلطة الدولة لخاصية السيادة؟ وهل تتمتع الدول العربية عُمُـومًا والخليجية خُصُوصًا بخاصية السادة؟ وهل تدرك الأنظمة الحاكمة في هذه الدول حقيقة مفهوم السيادة ومعناها؟
وهنا يتوجب التوضيح بأن السيادة مرتبطة ارتباطًا غير قابل للانفكاك بسلطة الدولة؛ فإذا ما اكتملت أركان الدولة الثلاثة الشعب والإقليم والسلطة السياسية، وتحدّدت تبعًا لذلك التفاصيل المتعلقة بكل ركن من هذه الأركان، فيتحقّق الانسجام بين أفراد الشعب، لاعتبارات تتعلق بوحدة الدين واللغة والجغرافيا والآمال والمصالح والتاريخ والمصير المشترك، ويتحدّد لركن الإقليم حدوده البرية ومجاله الجوي ونطاقه البحري، ويتحقّق لركن السلطة العامة خاصية السيادة، لتوصف بأن الدولة ذات سيادة، ومقتضى ذلك أن سلطة الدولة عليا لا يسمو عليها شيء، ولا تخضع لأحد، وهي سلطة أصيلة، واحدة موحدة، آمرة غير قابلة للتجزئة، وللسيادة وجهين:-
– سيادة خارجية وتعني عدم خضوع الدولة في تصرفاتها وعلاقاتها وقراراتها في أوقات السلم والحرب لأية دولة أَو جهة أجنبية.
– الوجه الثاني سيادة داخلية، وتعني تمتعها بسلطة عليا على جميع الإفراد والهيئات فيها.
وإذا ما أسقطنا مفهوم السيادة على الدول العربية بدءًا بالدول الخليجية تحديدًا التي تتواجد على أراضيها قواعد عسكرية أمريكية،
ارسال الخبر الى: