بينما ضجت القاعة في الرياض بالتصفيق لترامب كانت صرخات الأطفال والنساء تتعالى تحت الركام في قطاع غزة تفاصيل واحدة من أبشع الجرائم
متابعات /
تصفيقٌ حارّ في الرياض، وصراخ فاجعة مجزرة دموية في مستشفى غزة الأوروبي.. مشهدان متوازيان شكّلا مساء الثلاثاء لوحةً دامية لمعادلة غير عادلة.. جسدت الانفصام الأخلاقي بين احتفالات السياسة وواقع الدم، حيث اعتلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب منبر الخطابة في قمة سعودية-أمريكية مليئة بالمجاملات والغنائم، بينما كانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي تحوّل محيط مستشفى غزة الأوروبي إلى مسرح مجزرة جديدة تضاف إلى سجل جرائم حرب الإبادة الجماعية.
جاء خطاب ترامب، الذي أعاد فيه إنتاج خطاباته القديمة حول “الحماية” و”التحالفات”، تزامنًا مع تصعيد غير مسبوق في جنوب قطاع غزة، حيث استهدفت غارات الاحتلال، مساء الثلاثاء، محيط وساحات مستشفى غزة الأوروبي شرق خان يونس، في هجوم وصفته وزارة الصحة الفلسطينية بـ”المنظم والمقصود لتدمير ما تبقى من النظام الصحي في القطاع”.
وبينما كانت القاعة في الرياض تضج بالتصفيق، كانت صرخات الأطفال والنساء تتعالى تحت الركام، إثر استخدام الطائرات الإسرائيلية بـ”أحزمة نارية” من قنابل أمريكية الصنع، استهدفت بشكل مباشر خيام النازحين والمرافق الصحية المحيطة بالمستشفى.. وأسفر الهجوم عن استشهاد 34 مدنيًا وإصابة أكثر من 40 آخرين، في ظل عجز تام للطواقم الطبية عن التدخل السريع بسبب شدة القصف وخروج المستشفى عن الخدمة جزئيًا.
لم يكن الحدث مجرّد تزامن عابر بين قمتين.. قمة سياسية وأخرى دموية، بل بدا كأنه مشهد متعمد يعكس موازين الانحياز الأميركي المطلق لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وغياب أي موقف أخلاقي من الدول المستضيفة لترامب.
فالرئيس الأميركي الذي تفاخر في خطاب سابق بـ”حلب” 600 مليار دولار من “البقرة الحلوب” السعودية، لم يجد في استمرار المجازر أي حرج يردعه حتى عن الخطابة، ولو من باب المجاملة لدولةٍ تحتضن الحرمين الشريفين للمسلمين.
وبينما قدّمت السعودية استقبالا فخما لترامب، على وقع موسيقى المجاملة السياسية، كانت شاشات الواقع في غزة تنقل مشهدًا مغايرًا.. سيدة فلسطينية تصرخ أن “الأرض انشقت وابتلعت الناس” أمام عينيها، عقب قصف الساحات الخارجية لمستشفى لجأ إليه آلاف النازحين بحثًا عن حماية مستحيلة.
بيان حركة حماس عقب المجزرة، وصف الغارات بأنها “جريمة مكتملة الأركان”
ارسال الخبر الى: