الخطر القادم من سيناء كيف يروج اليمين الإسرائيلي لاحتمال اندلاع مواجهة عسكرية وشيكة مع مصر
5 مشاهدة
بات احتمال اندلاع حرب بين إسرائيل ومصر حديث وسائل إعلام إسرائيلية خاصة تلك المعروفة بدعمها لليمين المتطرف وسياسة بنيامين نتنياهو التي صعدت مؤخرا من حملتها على القاهرة خصوصا في ظل التحركات الميدانية العسكرية الأخيرة لمصر على الحدود في سيناء والتصريحات الأخيرة للمسؤولين المصريين التي وصلت إلى حد وصف إسرائيل بـ العدو وزعمت تقارير إعلامية إسرائيلية أن هذه التطورات الأخيرة تفسح المجال للتكهن بإمكانية تطور الموقف العملياتي إلى مواجهة مسلحة حقيقية بين إسرائيل ومصر قد تكون الأولى منذ خمسين عاما في حال عجز البلدين عن إيجاد حلول عاجلة أو تسويات للإشكاليات العالقة بينهما لا سيما تلك المتعلقة بتبعات حرب الإبادة الإسرائيلية الدائرة في قطاع غزة من خلال هذا التقرير سنرصد كيف يروج ضباط ومسؤولون سابقون لنظرية التهديد القادم من مصر عبر تصريحاتهم لمواقع وقنوات إخبارية إسرائيلية وكيف يتسبب ذلك في تهييج الداخل الإسرائيلي وهل فعلا يمكن الحديث عن تهديد عسكري مصري محتمل لإسرائيل أم أن لهذا التجييش أهدافا أخرى تضخيم إسرائيلي للتعزيزات العسكرية المصرية في سيناء شهدت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة ما يشبه ضخا مكثفا للأخبار المتعلقة بمواصلة مصر إرسال قواتها إلى سيناء ظاهريا لمنع فلسطينيي غزة من العبور إلى أراضيها لكن بعض الإسرائيليين يحذرون من مفاجأة أخرى قادمة من الحدود الجنوبية وقدم نتنياهو لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال لقائهما في القدس المحتلة قائمة بما زعم أنها أنشطة مصر في سيناء وطلب من إدارة ترامب الضغط على القاهرة لتقليص حشدها العسكري فيها عقب فشل المحادثات المباشرة مع المصريين في إحراز أي تقدم وفقا للصحفي باراك رافيد واتهم السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر مصر بارتكاب انتهاكات خطيرة لاتفاقية السلام بزعم إقامة قواعد عسكرية في سيناء تستخدم للعمليات القتالية ونقل الجيش المصري للأسلحة الهجومية وتساءل لايتر عن مدى الاستعداد للحرب معها وإذا استؤنف القتال في قطاعات أخرى فهل ستبقى الجبهة المصرية هادئة بعد أن علمنا السابع من أكتوبر أن نواصل طرح الأسئلة مرارا وتكرارا كما أوردته صحيفة إسرائيل اليوم أما عميحاي شيلو مراسل موقع الصوت اليهودي فطرح سؤالا صادما نصه هل نحن على شفا حرب مع مصر رغم حديث الجميع عن عدم رغبتهما في خوضها لكن المصريين يستعدون في سيناء وتتزايد أحاديثهم عنها بمن فيهم كبار مسؤوليها وأضاف شيلو أنه رغم أن خريطة مصالحهم لا تشمل الحرب مع إسرائيل إلا أنه يستحيل تجاهل التقييمات المتزايدة للمصريين على الحدود في ظل تنامي دخول قواتهم الكبيرة إلى سيناء بزعم منع سكان غزة من العبور إليها وهو أمر يخشاه الإسرائيليون بشدة ودعا إيريز فينر مسؤول فريق التخطيط العملياتي في القيادة الجنوبية للجيش ومساعد رئيس الأركان الأسبق غابي أشكنازي في مقابلة مع القناة 12 إلى استخدام أدوات الضغط على مصر لتخفيف قواتها المنتشرة في سيناء وإلا فإن الشر قد يتطور من الجنوب وبحسب فينر فإن المصريين يسلحون أنفسهم ويتجهزون باستمرار وتهديدهم الرئيسي هو إسرائيل وسيناء مليئة وتفيض بأنظمة الأسلحة المتقدمة بما يتجاوز بكثير ما هو مسموح به والآن لدى إسرائيل فرصة وهي اتفاقية الغاز مع مصر التي تعد رافعة لتطبيق الاتفاقية و تصحيح التجاوزات كما زعم مسؤولان إسرائيليان أن المصريين ينشئون بنية تحتية عسكرية يمكن استخدام بعضها لأغراض هجومية في مناطق يسمح لهم فيها بحمل أسلحة خفيفة فقط وبالتالي فما يفعلونه في سيناء خطير للغاية ونحن قلقون جدا وفقا لما نقله أريئيل كهانا محرر الشؤون السياسية بصحيفة إسرائيل اليوم وقدر أريئيل كهانا أن مصر ليست في حالة سلام بارد مع إسرائيل بل في حرب باردة وما دامت لم تغير مسارها فيجب أن نستعد للوضع الجديد معها انتشار الجيش المصري في سيناء بأعداد أكبر يثير قلق إسرائيل قدرات الجيش المصري وتخوف من اقترابه أكثر من الحدود يوني بن مناحيم المستشرق والضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية أمان زعم في مقال على منصة إيبوتش أن التوترات مع مصر منذ اندلاع حرب غزة تصل إلى مستوى جديد لاسيما عقب مهاجمة قطر حيث خفضت مستوى العلاقات الدبلوماسية واقتصرت العلاقة فقط على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وهي المستويات الأدنى منذ بداية الحرب وأوضح مناحيم أنه بعد تراجع الاتصالات اتخذت الولايات المتحدة إجراءات لنقل معلومات أساسية بين الطرفين مما يجعل المستوى السياسي الإسرائيلي يبدي قلقا بالغا في ضوء القناعة السائدة بأن لمصر مصلحة في إضعاف إسرائيل عسكريا وسياسيا وأضاف أن ما تشهده سيناء من تحركات مصرية يؤكد انتهاك اتفاقية السلام التي تقيد نطاق قواتها العسكرية وتتجاوز الحدود المنصوص عليها حيث يشير توسيع المطارات العسكرية وبناء المخابئ والحواجز المضادة للدبابات وإنشاء مستودعات الذخيرة والوقود وحفر سبعة أنفاق تحت قناة السويس إلى حشد عسكري مستمر في المنطقة والتقييم الحالي أن مصر نشرت قوة أكبر بأربع مرات مما هو مسموح به وبدا لافتا أن يقدم الضابط الرفيع يارون بوسكيلا المدير العام لحركة الأمنيين التي تضم مئات كبار الضباط والجنرالات المتقاعدين من الجيش والشرطة والموساد والشاباك إحاطة أمنية في الكنيست بخصوص التحركات العسكرية المصرية وذكر بوسكيلا أن الحشد العسكري المصري والخطوات الميدانية الجارية ونقل القوات إلى سيناء وإنشاء البنية التحتية العسكرية فيها وتصعيد الخطاب السياسي كلها مؤشرات تحذيرية تتطلب من إسرائيل الانتباه لها وإجراء نقاش استراتيجي حولها كما دعا الضابط الإسرائيلي المتقاعد إلى دراسة كيفية الاستعداد لسيناريو حرب معها كي تكون على أهبة الجاهزية وتحتفظ بخطط طوارئ لاحتمالية تغير الواقع بما فيها تكوين صورة استخباراتية واضحة عن الجيش المصري وقدراته وبناء قوة عسكرية كرد فعل مناسب للظروف وفي الوقت نفسه العمل للحفاظ على اتفاقية السلام معها بما يتماشى مع مصالحها القناة 14 أجرت مقابلة مع المستشرق إيدي كوهين زعم فيها أن مصر لديها واحد من أقوى جيوش الشرق الأوسط بأسلحة حديثة وطائرات مقاتلة ودبابات وتكنولوجيا متقدمة مما يدفع للتساؤل عن إمكانية فتح جبهة عسكرية معها دون سابق إنذار بما قد يهدد وجود إسرائيل رغم أنها لا تملك القدرة أو الرغبة في بدئها لكن في ضوء التصريحات الإعلامية الهجومية والتسليح والكراهية الشديدة من المصريين لإسرائيل يقول كوهين لم يعد التهديد من القاهرة نظريا فحسب حتى لو لم تكن لها حاليا مصلحة مباشرة في صراع عسكري لكن واقع الشرق الأوسط يظهر أن كل شيء قابل للتغيير في لحظة ولا يمكن لإسرائيل الاستسلام لوهم السلام المستقر فيما استحضرت وكالة الأنباء اليهودية تحذيرا لقائد الجيش السابق هآرتسي هاليفي من التهديد القادم من مصر التي تحوز على جيش ضخم مزود بأسلحة متطورة وطائرات متقدمة وغواصات وصواريخ وعدد كبير من الدبابات ومقاتلي المشاة وقد يتغير الوضع فيها فجأة كما حصل في 2011 ورغم مرور 46 عاما على اتفاق السلام وحديث زعماء الجانبين أنه لا مزيد من الحروب وسفك الدماء والدموع فقد جرت الكثير من المياه في النيل ويبدو أن رياح الحرب بينهما تهب من جديد وسط تزايد الحديث عن استعدادهما للحرب وفقا لما ذكره دين شموئيل ألماس مراسل مجلة غلوبس الذي زعم أن الجبهة المصرية تستيقظ لأول مرة منذ عام 1979 إيلي ديكل الرئيس السابق لفرع الأهداف في قسم الأبحاث بجهاز الاستخبارات العسكرية أمان زعم في مقال بموقع ميدا أن مصر لديها مصلحة كبيرة في الاستعداد لصراع عسكري مع إسرائيل في وقت يحدده ميزان القوى العالمي تمهيدا لزوالها وإلى أن تحقق هذا الهدف فهي تبذل قصارى جهدها لتقزيم قدرات تل أبيب وفي مقابلة مع موقع هيدبروت زعم إيلي ديكل أن الجنود المصريين أصبحوا اليوم على بعد أمتار من الحدود فقط مما يعني أن مصر تجهز نفسها للحرب مع إسرائيل ووصل الأمر بالتحريض على مصر إلى اتهامها بالإعداد لكارثة أخرى على إسرائيل قد تنتهي نهاية سيئة للغاية لأنها تتخلى عن اتفاق السلام دون إعلان ذلك صراحة وتدير ظهرها لها وتنشئ علاقات عمل تشمل شراء وسائل قتالية وتدريبات عسكرية مشتركة مع دول معادية وتمتلك مصر اليوم أكبر وأقوى جيش في الشرق الأوسط وليس لدى إسرائيل رد عليه إن قررت خوض حرب ضدها لأنها تعيش حالة ضباب المعركة كما جاء في صحيفة معاريف على لسان الجنرال يتسحاق بريك الملقب بـ نبي الغضب لأنه تنبأ بطوفان الأقصى اليمين يبث أجواء حرب بين إسرائيل ومصر ليئور بن آري ويوآف زيتون مراسلا صحيفة يديعوت أحرونوت ذكرا أن الأسابيع الأخيرة شهدت تزايد الخطاب الإسرائيلي حول استعداد مصر لحرب وشيكة ونشرت مقاطع فيديو صادمة تظهر طوابير طويلة من مركباتها العسكرية وتهديدات مزعومة لمفاعل ديمونا وتسجيلات لتدريبات ضد مواقع وقواعد إسرائيلية مما تسبب في إثارة غضب الجمهور وأجج مشاعر الحرب لديهم وزاد الخوف والذعر في صفوفهم وهم لا يزالون يعانون من صدمة السابع من أكتوبر وتبين أن من يقف خلف هذه الموجة التحريضية لـ حرب بين إسرائيل ومصر وسائل إعلام يمينية ومواقع إخبارية بديلة ومؤثرون وصحفيون متورطون في آلة التضليل التي تعترف بأن الجنود على محور فيلادلفيا اعتادوا على استفزاز نظرائهم المصريين حيث لا تزال الشتائم والاستفزازات تسمع من حين لآخر ورصد تشين أغيري الكاتب في موقع العين السابعة حملة إلكترونية موجهة بشأن التعزيز المزعوم للجيش المصري ومحاولة الجهات اليمينية تقويض استقرار اتفاق السلام مع مصر بنظر الجمهور الإسرائيلي ووجه الاتهام إلى المنظمة الدينية تورات لهيما ومؤسسة كيكيوني وموقع ميدا اليميني بجانب القناة 14 التي لا تمل من إجراء نقاشات على شاشاتها وصفحاتها الإلكترونية حول الحرب المحتملة مع مصر واستضافة عدد من الضباط والجنرالات المهووسين بهذا السيناريو الذين وضعوا حجر الأساس لمؤامرة المصريون على الأسوار نتنياهو وسكرتيره العسكري رومات جوفمان يديعوت أحرونوت ويعتقد الإسرائيليون أن أول ما يجب فهمه أن علاقة الجانبين بالغة الأهمية وحساسة للغاية مما يتطلب تجنب الشعبوية والانخراط في خطاب حاد ولأن الوضع هش بسبب السلام البارد جدا فمن المهم التعامل بحذر مع كل ما يتعلق بالعلاقة دون تجاهل الحشد العسكري المصري كما جاء على لسان روث فاسرمان لاندا عضوة الكنيست السابقة والمسؤولة السابقة في السفارة بمصر والباحثة في معهد ميسغاف في حديثها لصحيفة إسرائيل اليوم أصوات عقلانية تنبه من التورط الشعبوي رغم سيل التهديدات الإسرائيلية الموجهة إلى مصر بقرب مواجهة عسكرية إلا أن أصواتا أخرى طالبت بكبح جماح ما اعتبرته خطابا شعبويا مكلفا ومنها روث فاسرمان لاندا نائبة السفير الإسرائيلية السابقة في القاهرة الدبلوماسية السابقة أوضحت أن مصر لا ترغب ببدء حرب معنا رغم أنها تشهد تصريحات متصاعدة ضدنا وإن كنت أؤيد متابعة الاستعدادات العسكرية المصرية في سيناء لكني أراها مجرد عملية إعلانية لأنهم لا يرغبون بهذه الحرب في مقابلة أجرتها مع القناة السابعة كما رأى الدبلوماسي والسفير السابق مايكل هراري والباحث بمعهد ميتفيم للسياسات الإقليمية غابرييل ميتشيل في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي أن سياسات نتنياهو تضع العلاقات مع مصر على المحك وتنذر بتهديد إحدى ركائز الأمن الإقليمي الإسرائيلي التي أعاد تشكيلها هجوم الطوفان لاسيما من خلال توتير علاقتها الحيوية بمصر وأوضحا أن القرارات التي اتخذتها تل أبيب على مدار عامي الحرب في غزة أضعفت الروابط معها مما عرض الإطار الاستراتيجي الذي أرسي منذ اتفاقيات كامب ديفيد للخطر بينما ذكر باروخ شابيرا الكاتب في وكالة الأنباء اليهودية أنه رغم التوترات الأخيرة فمن الواضح أن مصر وإسرائيل لا ترغبان بمواجهة عسكرية فالأخيرة تخوض معارك على جبهات متعددة ولا تطمح لفتح جبهة أخرى والأولى تدرك أن فرصها الواقعية معدومة في هزيمة الجيش الإسرائيلي في مواجهة مباشرة ولذلك يقول شابيرا يمكن اعتبار نشر القوات المصرية في سيناء ليس إشارة للحرب بل رد فعل دفاعي لأن العقيدة العسكرية المصرية دائما دفاعية والجيش المصري لم يبادر قط بحرب وسيستمر تعاونهما الأمني والاقتصادي والاستخباراتي رغم وجود خلافات لفظية وفي الوقت ذاته دعا إسرائيليون إلى عدم النظر إلى نشر القوات المصرية بأنه استفزاز بل خطوة استراتيجية للحفاظ على مصالحهما الأمنية المشتركة رغم أن خيبة الأمل الإسرائيلية تجاه سياسة مصر بعد هجوم السابع من أكتوبر أمر مفهوم بالتأكيد حيث تبددت ثقتهما نتيجة لإدانات مصر للحرب وتعاطفها الواضح مع حماس والحشد السريع للقوات على الحدود دون إبلاغ إسرائيل ولكن بالنظر إلى المستقبل فمن المتوقع أن يعود التعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب إلى طبيعته بل سيتعمق أكثر لأن السلام المكتوب ليس وحده ما يربطهما بل الفهم الاستراتيجي العميق للتهديدات العابرة للحدود وطالما ظلت غزة غير مستقرة وسيناء معرضة للخطر ستظل القاهرة وتل أبيب متماسكتين حتى لو اختلفتا في وجهات النظر وفقا لما أورده مقال نشره مركز ديان للدراسات الاستراتيجية دانيال هيرتس مراسل موقع كيكار زعم أنه رغم التصريحات العلنية المصرية ضد إسرائيل في قمة الدوحة والمخاوف التي أعربت عنها مختلف الأطراف في الأيام الأخيرة يستمر تنسيقهما الأمني كالمعتاد بل وبكامل طاقته لأنه من أجل التأثير على غزة وبقاء مصر لاعبا مهما في الساحة يجب عليها الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية والأمنية مع إسرائيل رغم إعلانها التخطيط لإنشاء قوة عربية مشتركة وتوقف الإسرائيليون عند لقاء وزيري الدفاع الأردني والمصري في القاهرة ورئيسي أركان الجيشين لتعزيز العلاقات العسكرية ووفقا لقراءة إيفي دوفيرين المسؤول السابق لقسم التعاون الدولي في الجيش في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت فإن سيناء تشهد تضاربا في مصالح الجانبين فعندما طالبت إسرائيل بمعرفة سبب وجود ثلاثة مطارات في سيناء مخالفة للاتفاقية ردت مصر بأنها مدنية رغم أن لديها مدارج مناسبة للطائرات المقاتلة لكنه استبعد رؤية سيناريو هجوم مصري محتمل في القريب العاجل على إسرائيل محذرا من وجود محاولة من جهات ما لخلق حدث لم يحدث وربما لن يحدث في إشارة إلى احتمال اندلاع حرب بين إسرائيل ومصر لأن الأخيرة لا تزال تعتبر اتفاقية السلام رصيدا استراتيجيا لمصالحها احتمالات المواجهة ضئيلة والتصعيد أغراضه داخلية إيتان دانغوت السكرتير العسكري السابق لوزراء الحرب شاؤول موفاز وعمير بيرتس وإيهود باراك يدرك حساسية الموقف تجاه القاهرة نظرا لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين مما يتطلب من إسرائيل توسيع نطاق مراقبتها لها ورغم أن إمكانية نشوب مواجهة مسلحة بينهما قائمة إلا أن احتمالاتها ضئيلة جدا مشككا في أن الهجوم المصري على إسرائيل خطوة معقولة على المدى القريب البروفيسور عوزي رابي من مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا ذكر في صحيفة معاريف أن السيسي لا يريد خوض حرب مع إسرائيل لكن هناك تراكمات حوله قد تدفعه لإظهار نوع من استعراض القوة يهدف بالأساس إلى الداخل المصري المصادر الأمنية الإسرائيلية التي ترصد تنامي تسليح جيش مصر تؤكد أنه بعيد عن الاستعداد للحرب ضد إسرائيل لأن هناك مسافة بين التسلح وبين الاستعداد الفعلي للقتال لكنها لا تستبعد أن تمر مصر كما تركيا يوما ما بـ منعطف قد يتصاعد لمواجهة عسكرية معها مثلا في حال حدوث تغير سياسي مفاجئ يمتلك فيه نظام جديد ومعاد واحدا من أقوى جيوش المنطقة وأكثرها تحديثا هيئة البث كان نقلت عن حاييم كورين السفير السابق في مصر نفيه أن يكون إرسال مصر مزيدا من قواتها إلى سيناء مؤشرا على تغيير في سياستها أو استعدادا لحرب الرئيس المصري خلال اجتماع مع رئيس وزراء إسرائيل عام 2017 رويترز آيال بينكو من قسم العلوم السياسية ومركز بيغن السادات بجامعة بار إيلان الذي يتابع البناء العسكري المصري منذ 16 عاما قدر أن مصر ليس لديها نية لشن حملة ضد إسرائيل بسبب أزمتها الاقتصادية وبسبب حرب غزة التي تجعلها تخشى تسلل عناصر مسلحة إلى سيناء لكنه أكد أن كل شيء وارد في الشرق الأوسط أميرة أورين السفيرة السابقة في القاهرة دعت في ورقة لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب إلى تجديد التزام مصر وإسرائيل بمعاهدة السلام وتأكيد ذلك بالحوار المباشر على أعلى المستويات وضمان استمرار عمل القنوات العسكرية والأمنية مثل اللجنة العسكرية المشتركة والقوة متعددة الجنسيات لمراقبة سيناء الجنرال موشيه إلعاد الرئيس السابق للتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية أكد في صحيفة معاريف أن الوجود العسكري المكثف في سيناء لا يتعلق بالاستعداد لحرب مع إسرائيل واعتبره افتراضا مبالغا فيه وأضاف أنه حتى لو أتى زعيم مصري آخر يوما ما واعتبر إسرائيل عدوا فإن معالجة الخلافات تكون عبر القنوات الدبلوماسية وليس عبر التوترات المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أشار في ورقة بحثية إلى أن زيادة مصر لقواتها في سيناء جرت بموافقة إسرائيلية أحيانا لكنها لا تمثل حجما مناسبا لحرب إذ تحتاج لحجم فرقة كاملة على الأقل كما أن القتال في صحراء سيناء المفتوحة يختلف عن غزة أو لبنان ويصب في مصلحة الجيش الإسرائيلي عيران ليرمان نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن قال إن التحركات المصرية مقلقة لكن هناك مبالغة أحيانا جنونية في حدة الوضع صحيفة إسرائيل اليوم ذكرت أن إسرائيل ومصر تشتركان في أصول استراتيجية منذ 46 عاما منها حماية البحر الأحمر ومكافحة داعش في سيناء والتعاون الاستخباراتي في أفريقيا لذلك فإن أي انتهاك للاتفاقية قد يضر بمصالحهما لكنهما لا ترغبان في ذلك بل إن حرب غزة عززت تنسيقهما الأمني أسطوانة المهربين والمسيرات القادمة من مصر في خضم التحريض نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عن قطار جوي من عشرات المسيرات التي اجتازت الحدود من مصر إلى النقب في عمليات تهريب أسلحة عجز الجيش عن منعها وفق مراسلة يديعوت أحرونوت إيلانا كوريل وأفادت بأن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة في المسيرات الصغيرة المخصصة للتهريب مما يعقد مهمة رصدها ونقلت عن عيران دورون رئيس مستوطنة حدودية أن التعود على المسيرات القادمة من مصر يشبه التعود على صواريخ غزة قبل هجوم الطوفان محذرا من أن تستخدم مستقبلا كضربة افتتاحية للتسلل إلى المستوطنات إيمانويل فابيان مراسل زمان إسرائيل أشار إلى أن الحدود مع مصر هادئة منذ سنوات لكن استخدام المسيرات يغير المعادلة خاصة مع نقص المعلومات الاستخبارية وحذر المقدم شيمر رافيف قائد لواء باران من احتمال اشتعال هذه الجبهة كما حدث في دول محيطة كسوريا كما تزعم تقارير إسرائيلية أن مصر تجري مناورات تحاكي حربا مع إسرائيل وتركز على التحصينات والقدرة على نقل قوات بسرعة إلى سيناء لكن النخبة الأمنية تتفق على أن الحفاظ على اتفاق السلام مصلحة عليا وأن التعامل مع هذه الانتهاكات يجب أن يكون بحذر لتجنب التصعيد آساف مشنيوت كاتب في موقع القناة السابعة قال إن منذ حرب غزة اشتعلت الأضواء الحمراء في تل أبيب بسبب التحركات المصرية مع تقدير أن أي سابع من أكتوبر جديد قد يأتي من الحدود المصرية لكنه انتقد تجاهل كبار الضباط لهذه الفرضية مؤكدا أن المؤشرات لا تعني حربا وشيكة مؤشرات مقلقة على التوتر معهد القدس للاستراتيجية والأمن رأى أن سيناء أصبحت مركزا للتوتر بين مصر وإسرائيل حيث يجتمع التعاون الأمني مع الخلافات المتزايدة وأشار إلى قلق القاهرة من تداعيات حرب غزة تدفق محتمل للاجئين تهديد لقناة السويس وخطر استيراد الصراع الفلسطيني إلى سيناء كما أضاف أن مصر ترى في الترحيل إلى سيناء تهديدا أخطر من الحرب نفسها لأنه يعني استيراد الكابوس الجيوسياسي إلى أراضيها موقع ناتسيف العسكري قال إن نشر أنظمة دفاع جوي حديثة في سيناء هو رسالة ردع لإسرائيل وليس استعدادا مباشرا لهجوم هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني كان ذكرت أن تمركز الجيش المصري على حدود غزة خشية تدفق موجات الفلسطينيين نحو سيناء دفع نظيره الإسرائيلي للتأهب الأمني الكامل دون الإقدام على تجميد الاتفاقيات أو البروتوكولات الأمنية المشتركة رغم زيارة وزير الدفاع عبد المجيد صقر لوحدات النخبة في الجيش وتشديده على أهمية الحفاظ على جاهزيته القتالية مما يعني تلميحا لإمكانية تصعيد عسكري فوري في حال وجود عدد كبير من النازحين كما أوردت القناة 13 كما رصد الإسرائيليون استخدام مندوبي مصر في المؤسسات الدولية لهجة حادة للتعبير عن مدى الاستياء من إسرائيل كما تجسد في تجميدها مؤقتا تعيين سفيرها في تل أبيب ورفضها تعيين أوري روتمان سفيرا جديدا لديها مما يعكس أزمة عميقة في علاقاتهما وفقا لما ذكره موقع كيبا وتوقفت إسرائيل عند خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة حين وصفها بـ العدو وتساءل جاكي خوجي محرر الشؤون العربية في صحيفة معاريف عن سبب استخدام هذا الوصف لأول مرة على الإطلاق مؤكدا أنه لم يقل اندفاعا أو يضف للخطاب في اللحظة الأخيرة بل كان وصفا مدروسا بعناية وحسب خوجي فإن الهدف من ذلك توجيه رسالة جادة لتل أبيب مفادها التلويح بالبطاقة الصفراء الآن وقبل فوات الأوان لأن كرة الثلج وصلت إلى مرحلتها الثالثة وهي الأخطر إذ تعتقد مصر أن إرسال إسرائيل صواريخها الدقيقة إلى الدوحة يعني أنها قد تكون في دائرة النار غدا وإذا اكتشفت إسرائيل خلية فلسطينية مسلحة في الإسكندرية فسترسل طائراتها للقضاء عليها