القائمة الطويلة للبوكر العربية روايات وأبطال على هامش التحولات
أضافت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر لعام 2026، التي أعلنت منذ أيام رقماً جديداً إلى سلسلة القوائم التي تراكمت عبر سنوات الجائزة، وتحوّلت مع الوقت، إلى أكثر من مجرد محطات تنافسية.
في كل دورة، تبدو القوائم وكأنها تقول شيئاً عن الرواية العربية المعاصرة، من دون أن تفصح عن لغتها الخاصة، فتجمع نصوصاً متباعدة في الأسلوب والرهانات السردية، ثم تترك القرّاء والنقاد أمام مهمة التأويل وحدهم.
من هذا المنطلق، يمكن النظر إلى القائمة الطويلة لعام 2026 بوصفها مشهداً روائياً لا يجمعه موضوع واحد بقدر ما تجمعه خطوط عامة مشتركة. فالروايات الـ16 المرشحة تميل، في معظمها، إلى الانكفاء على التجربة الفردية والعوالم الداخلية للشخصيات، فيقلّ الاشتباك المباشر مع السرديات الكبرى أو الحدث السياسي بوصفه مركزاً. وتتقدم الذاكرة، والعائلة، والجسد، والعزلة، والغياب، بوصفها محركات أساسية للسرد، فيما يتراجع حضور البطل المركزي لصالح شخصيات هشّة، مترددة، أو واقفة على هامش التحولات.
فمن الذاكرة العائلية المتشظية في خمس منازل لله وغرفة لجدتي لمروان الغفوري، إلى العتمات المتراكبة داخل البنية العائلية في عمة آل مشرق لأميمة الخميس، ومن العزلة بوصفها تجربة وجودية في عزلة الكنجرو عند عبد السلام إبراهيم والاختباء في عجلة هامستر عمل عصام الزيات، إلى الغياب بوصفه أثراً لا يندمل في غَيبة مي لنجوى بركات، والقلق اليومي المعلّق في فوق رأسي سحابة لدعاء إبراهيم، وأيضاً الحياة ليست رواية لعبده وازن، تتوزع الروايات على خرائط داخلية أكثر مما تتحرك في فضاء الحدث الخارجي.
وفي موازاة ذلك، تحضر الأسئلة المعرفية والشكلية بوضوح في أعمال مثل في متاهات الأستاذ ف. ن عند عبد المجيد سباطة وأصل الأنواع لأحمد عبد اللطيف، حيث يصبح التجريب البنيوي وتفكيك اليقين جزءاً من صلب المعنى، فيما تشتبك روايات أخرى مع التاريخ والسلطة والرمز بطرائق ملتوية وغير تقريرية، كما في البيرق، هبوب الريح لشريفة التوبي، وأيضاً أغالب مجرى النهر لسعيد خطيبي، وحبل الجدة طوما لعبد الوهاب عيساوي وأيام الفاطمي المقتول نزار شقرون ومنام القيلولة لأمين الزاوي. أما الرائي لضياء جبيلي
ارسال الخبر الى: