الفكر الاستعماري مصادرة الحريات والثروات
كان الاستعمار القديم يرسل جنوده ويحتل البلدان ويستولي على ثرواتها ويصادر استقلالها، لكنه اليوم تطور واستعاض عن ذلك بتنصيب الخونة والعملاء الذين يعملون لصالحه على حساب المصالح الوطنية، مقابل ضمان استمرارهم وبقائهم في السلطة، وفي مقارنة السلوك الاستعماري اطلعت على تقرير عن الاستعمار الفرنسي للقارة الإفريقية، وسنقارن بين الاستعمار الأمريكي لدول الخليج والعراق وسوريا وكل المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية، فقد استعمرت فرنسا أكثر من نصف دول قارة إفريقيا بشكل مباشر وجعلت شعوبها عبيدا واستعانت بهم في كل حروبها الاستعمارية ووصل إجمالي من باعتهم كعبيد في سوق النخاسة العالمية إلى أكثر من خمسة ملايين وثلاثمائة ألفاً، وأمريكا أبادت الهنود الحمر واستعانت بالعبيد في بناء أمريكا وحتى الذين استعانت بهم عاملتهم كعبيد ولم يتم تحريرهم إلا في السنوات الأخيرة.
الجزائر في سعيه لنيل الاستقلال من الاستعمار الفرنسي ضحى بأكثر من مليون ونصف المليون شهيد وحينما بدأت حركات التحرر الوطنية غيَّر الاستعمار أسلوبه بعد فشل الإخضاع العسكري إلى منح الاستقلال الوهمي من خلال اتفاقيات التعاون التي تضمن استمرار المصالح وضمانها ولكن من خلال الحماية الوطنية، والتدخل العسكري إذا لم تستطع الحماية الوطنية ذلك ومن أهم بنود هذه الاتفاقيات: 1- فرض اللغة الفرنسية لغة رسمية لتلك البلدان، صحيح أنهم أفارقة لكن الثقافة واللغة لفرنسا وحدها. 2- السماح للقوات الفرنسية بالتواجد والتدخل العسكري- مما يعني أن السيطرة والتحكم مازال لهم لا لغيرهم وهو ذاته الأسلوب الذي تأخذ به أمريكا من خلال قواعدها الموزعة والمنتشرة في كل دول الخليج وسوريا والعراق وألمانيا واليابان وتركيا، أما إسرائيل فهي القاعدة المتقدمة ومخازن الأسلحة الاستراتيجية لمواجهة أي طارئ قد يحدث بعد انحسار التواجد الأمريكي بعد هزيمة فيتنام. 3- تقييد التجارة بين الدول الإفريقية بعضها البعض، وهو ذاته يسري على العلاقات الأمريكية العربية الموحدة، التي تمارس كل جهودها لمنع إنشاء السوق العربية المشتركة والعملة العربية، وحينما نادى رئيس الوزراء التركي المرحوم نجم الدين اريكان بتأسيس السوق الإسلامية والعملة المشتركة التي تجمع أكبر القوى الإسلامية والعربية، لم يستمر حكمه
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على