الفقر يفاقم أزمات السوريين هل تنجح الحكومة في معالجة الأزمة
في خيمة مهترئة على أطراف بلدة سرمدا بريف إدلب، يجلس محسين السطاوي أبو هاشم مع زوجته وأطفاله الأربعة، يحاول تدبر لقمة عيشهم من بيع الحطب والمياه المعدنية. يقول الرجل الستيني بصوت خافت لـالعربي الجديد: أطفالي لا يعرفون طعم الحليب، ولا يذهبون إلى المدرسة. كل يوم هو معركة للبقاء.
على بعد مئات الكيلومترات، في حي شعبي بدمشق، تكافح شروق عبد العظيم أم سارة مع خمسة من أطفالها بعد فقدان زوجها. تعمل خياطة في المنزل، لكن دخلها لا يكفي لشراء الطعام والدواء، وأطفالها يعانون سوء التغذية. تقول أم سارة: أحيانًا أضطر للاختيار بين شراء الطعام أو دواء طفلي المريض. أما في حلب، فيعيش خالد مع أسرته في بناية مدمرة جزئياً، ويعتمد على العمل في البناء اليومي لتأمين مصروفه، يقول لـالعربي الجديد: حتى لو عملت كل يوم، لا أستطيع أن أشتري دواءً لأطفالي أو أرسلهم إلى المدرسة
هذه القصص الثلاث تعكس اختلاف التجربة بحسب المنطقة والوضع الأمني، لكنها تتقاطع في جانب واحد وهو صعوبة تلبية الاحتياجات الأساسية، حيث تشير تقارير دولية إلى أن نسبة الفقر العام في سورية تصل إلى نحو 90% من السكان، فيما يعيش ربعهم في فقر مدقع بأقل من 2.15 دولار يومياً، ويعاني أكثر من نصف السكان انعدام الأمن الغذائي بشكل شبه دائم.
الفقر يفاقم أزمات سورية
تكشف حياة هؤلاء الأشخاص حجم التحديات اليومية التي تواجه الأسر السورية. يحتاج كل فرد من الأسرة المكونة من خمسة أشخاص إلى وجبات يومية تصل كلفتها نحو 2.5 دولار، ليبلغ إجمالي الطعام للأسرة حوالي 375 دولاراً شهرياً. ولا ينتهي الأمر عند الغذاء، فالإيجار لمأوى متواضع يراوح بين 200 و500 دولار شهرياً بحسب المنطقة ونوع المسكن، بينما تضاف فواتير الكهرباء والمياه والغاز لتزيد العبء على الأسرة. أما الرعاية الصحية والأدوية، فتتطلب من الأسرة نحو 75 دولاراً شهرياً، بينما تحتاج المدرسة والقرطاسية للأطفال إلى نحو 30 دولاراً، ونفقات النقل والملابس والحاجات المنزلية نحو 65 دولاراً إضافية.
مجموع هذه الاحتياجات الأساسية يصل تقريباً
ارسال الخبر الى: