الفضة تتجاوز النفط لأول مرة منذ 45 عاما انقلاب سعري نادر
في انقلاب سعري نادر لم تشهده أسواق السلع العالمية منذ عام 1980، جرى تداول الفضة بسعر أعلى من النفط الخام للمرة الأولى منذ 45 عاماً، بعدما تجاوز سعر الأونصة، أمس الأربعاء، مستوى 66 دولاراً، مقابل 56 دولاراً لبرميل خام غرب تكساس (أي إن الفضة باتت تتداول حالياً بفارق يقارب عشرة دولارات فوق سعر برميل نفط غرب تكساس)، وهو ما يشير إلى تحولات عميقة تشهدها بنية الطلب العالمي، وتبدل موازين التسعير في الأسواق بين المعادن الصناعية والطاقة الأحفورية.
ولا تقرأ هذه المفارقة السعرية بوصفها مقارنة رقمية بين وحدتي قياس مختلفتين فحسب، بل باعتبارها مؤشراً رمزياً على تغير الأولويات الاقتصادية والاستثمارية عالمياً، فالفضة، التي طالما وُصفت بأنها المعدن الثانوي مقارنة بالذهب، باتت اليوم في قلب التحول الطاقيّ والتكنولوجي، مستفيدة من دورها الحيوي في صناعات الألواح الشمسية، والمركبات الكهربائية، والإلكترونيات الدقيقة، والبنية التحتية لمراكز البيانات، وهي قطاعات تشهد توسعاً متسارعاً على مستوى العالم.
مسار الفضة وأداؤها في السوق
وبحسب بيانات منصة ترادينغ إيكونوميكس، ارتفعت أسعار الفضة بأكثر من 150% منذ بداية العام الحالي، ما يجعل عام 2025 أفضل عام للمعدن منذ عام 1979. ومنذ بداية عام 2020، قفزت الفضة بأكثر من 220%، في مقابل تراجع أسعار النفط بنحو 44% خلال الفترة نفسها. وقد دفع هذا الصعود الحالي الفضة إلى تجاوز النفط من حيث السعر، في انعكاس كامل لما كان عليه الوضع في منتصف عام 2022، حين كان نفط غرب تكساس يتداول قرب 95 دولاراً للبرميل، بينما كانت الفضة تحوم حول 20 دولاراً للأونصة، ما منح النفط حينها أفضلية سعرية تجاوزت أربع مرات ونصف.
/> أسواق التحديثات الحيةالفضة تقفز إلى 60 دولاراً للأونصة للمرة الأولى في تاريخها
وبدأ هذا الانقلاب السعري يتشكّل في وقت مبكر من عام 2025، عندما تجاوزت الفضة مستوى 54.48 دولاراً للأونصة، في وقت كان النفط يتداول بين 65 و75 دولاراً للبرميل. ويعزى هذا التحول إلى مزيج من العوامل الصناعية والنقدية، في مقدمتها الطلب المتزايد على الفضة فيارسال الخبر الى: