غزة في الفصل الأخير من الإبادة اجتياح دموي واعتراف أممي وردود أوروبية غاضبة

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أخطر مراحله منذ اندلاعه قبل عامين، مع إعلان الاحتلال بدء اجتياح بري واسع النطاق لمدينة غزة، التي تؤوي نحو مليون نسمة.

مجازر ونزوح مروّع

الساعات الأولى للاجتياح شهدت مجازر لا تُحصى في أحياء المدينة، وسط عجز فرق الدفاع المدني عن الوصول إلى الجثث تحت القصف المتواصل. المستشفيات وثّقت وصول نحو 80 شهيداً منذ منتصف الليلة الماضية، فيما تظهر مشاهد نزوح واسع باتجاه وسط وجنوب القطاع في ظروف إنسانية وصفت بـ”المروعة“.
القوات الإسرائيلية استخدمت قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً ترافق مع إرسال عربات آلية مفخخة إلى عمق الأحياء السكنية، في محاولة لفرض الرعب وإجبار السكان على التهجير القسري. وزير دفاع الاحتلال وصف ما يجري بأنه “الجحيم”، في إشارة واضحة إلى نية ارتكاب إبادة منظمة بحق السكان.

اعتراف أممي غير مسبوق

لأول مرة منذ بدء العدوان، وصفت الأمم المتحدة ما يجري في غزة بأنه “حرب إبادة”. لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية أكدت في تقرير صدر خلال الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان أن قادة الاحتلال يرتكبون إبادة جماعية تهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني.
التقرير الأممي جاء متزامناً مع التصعيد الدموي، ليضع الاحتلال في مواجهة اتهام مباشر بارتكاب جرائم حرب قد تؤدي بحياة مئات الآلاف في الأشهر المقبلة.

أوروبا في مواجهة مع تل أبيب

بالتوازي مع الاجتياح، صدرت موجة غضب أوروبية غير مسبوقة:

• وزير الخارجية الألماني، رغم موقع بلاده كأبرز حلفاء إسرائيل، أبلغ تل أبيب رفضه القاطع لتوسيع العمليات العسكرية، واصفاً الهجوم بـ”الخاطئ” ومؤكداً أنه سيضاعف معاناة المدنيين ويهدد استقرار المنطقة.

• وزيرة الخارجية السويدية دعت لتجميد الشراكة التجارية الأوروبية – الإسرائيلية، محذرة من أن العملية الحالية تمثل نزوحاً قسرياً واسعاً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

• المفوضية الأوروبية أعلنت نيتها اعتماد حزمة إجراءات ضد إسرائيل تشمل تعليق بعض الاتفاقيات التجارية، في خطوة تمثل تحولاً ملموساً في الموقف الأوروبي.

الخلاصة

يدخل قطاع غزة اليوم فصل الإبادة الأكثر دموية، حيث تُلقى القنابل