يمتلك 11 فصيلا عراقيا مسلحا تمثيلا عسكريا في سورية منذ مطلع العام 2012 ولغاية الآن لدعم قوات النظام السوري ومن بين هذه الفصائل العراقية في سورية تستحوذ أربعة منها على غالبية مناطق الانتشار المحددة لها في الشرق السوري المحاذي للعراق بمحافظة دير الزور وبلدة البوكمال ومحيط منطقة التنف وعلى حدود المنطقة الشمالية المتاخمة لإدلب وفي مناطق من البادية السورية إلى جانب مقار لا نشاط عسكريا لها حاليا في ضواحي دمشق وحلب الفصائل الأربعة التي توصف عادة بكونها الأكثر قربا من طهران مقارنة بباقي الفصائل من جهة الدعم والتسليح أبرزها كتائب حزب الله التي تخطى مجمل تعداد عناصرها عتبة 18 ألف مقاتل بواقع أكثر من ضعف ما كانت عليه عام 2017 وتمتلك ثلاثة ألوية داخل الحشد الشعبي هي لواء 45 و46 و47 ومن خلال تلك الألوية يحصل أفراد المليشيا العاملين في سورية على رواتبهم الشهرية بصفتهم أعضاء في الحشد الشعبي وتمتلك المليشيا قناة الاتجاه الفضائية التي تبث من بغداد بخطاب مناهض للولايات المتحدة وإسرائيل إلى جانب دعم حزب الله اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية مؤسس الجماعة الأول هو القيادي السابق أبو مهدي المهندس الذي قتل في يناير كانون الثاني 2020 بغارة أميركية استهدفت قائد فيلق القدس قاسم سليماني ليظهر عقب ذلك اسم أبو حسين الحميداوي قائدا جديدا للمليشيا من دون أن تتوفر صورة مؤكدة له في وسائل الإعلام كما يطرح اسم أبو فدك رئيس أركان الحشد الشعبي بكونه القائد الميداني الفعلي للجماعة الفصيل الثاني من ناحية مساحة الوجود والعدد في الأراضي السورية هو حركة النجباء بزعامة أكرم الكعبي وهي الأخرى مدرجة على لائحة الإرهاب الأميركي على غرار كتائب حزب الله يبلغ تعداد عناصرها نحو 10 آلاف مسلح وتمتلك اللواء رقم 12 في الحشد الشعبي ويندرج المسلحون العاملون في سورية تحت هذا اللواء من ناحية تسلم الرواتب الشهرية المدفوعة من الحكومة العراقية لـهيئة الحشد الشعبي والبالغة مليون و400 ألف دينار نحو ألف دولار وتمتلك المليشيا قناة النجباء الفضائية وتبث من بغداد وتتبنى القناة خطاب وسياسة الفصيل المسلح تأتي مليشيا عصائب أهل الحق ثالث الفصائل العراقية في سورية بزعامة قيس الخزعلي ويبلغ إجمالي عناصرها نحو 16 ألف عنصر وتمتلك ألوية 41 و42 و43 في الحشد الشعبي وهذه الألوية تمول من خلالها أنشطة المليشيا في سورية من ناحية دفع رواتب العناصر العاملين هناك أو حتى التسليح وتمتلك المليشيا قناة العهد التي تبث من بغداد أيضا وبخطاب أكثر حدية وتطرفا مقارنة بمثيلاتها من الفضائيات الأخرى الفصيل الرابع هو حركة أنصار الله الأوفياء بزعامة حيدر الغراوي التي أدرجت الأسبوع الحالي على قوائم المنظمات الإرهابية من قبل الخارجية الأميركية وتشترك المليشيا التي تأسست عام 2013 في محافظة ميسان جنوبي العراق في الحشد الشعبي ضمن اللواء 19 وتنتشر في مناطق بمحافظة الأنبار غربي العراق إلى جانب مناطق التنف السورية ودخلت في ائتلاف مسلح واحد أطلق عليه فصائل المقاومة الإسلامية في العراق بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر تشرين الأول الماضي وتبنت تنفيذ هجمات على مواقع أميركية داخل العراق وفي الحسكة السورية ردا على الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي تواجه الفصائل اتهامات بضلوعها في أنشطة تجارية من بينها التهريب على الحدود العراقية السورية إلى جانب الفصائل الأربعة تأتي جماعات عراقية مسلحة أخرى وتمتلك خريطة انتشار بأعداد محدودة وتواجه في الوقت نفسه اتهامات بضلوعها في أنشطة تجارية من بينها التهريب على الحدود العراقية السورية أبرز تلك الفصائل كتائب الإمام علي وتأسست عام 2014 من خلال عدة انشقاقات بين فصائل كبيرة أخرى أبرزها جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر ويتزعم هذه الكتائب حاليا شبل الزيدي وتمتلك اللواء 40 في الحشد الشعبي وبتعداد عناصر يبلغ نحو ستة آلاف عنصر ومنه تمول أنشطة عناصرها الموجودين في سورية وهي مدرجة أميركيا على لائحة الإرهاب تليها كتائب سيد الشهداء بزعامة أبو آلاء الولائي وهو هاشم بنيان السراجي تمتلك هذه الكتائب اللواء 14 في الحشد الشعبي ومن هذا اللواء هناك ما لا يقل عن 200 عنصر مسلح ينتشرون داخل الأراضي السورية الشرقية المحاذية للعراق أيضا من ضمن الفصائل العراقية في سورية فصيل حركة الأبدال بزعامة جعفر الموسوي وهو قيادي سابق في كتائب حزب الله وانشق عنها عام 2014 وتحظى الجماعة بمواقع في البوكمال السورية تضاف إليها أجنحة مسلحة لـلواء الطفوف وكفيل زينب وسرايا الخراساني وذو الفقار وتكشف معلومات استقتها العربي الجديد على مدى شهرين من أربع شخصيات وازنة داخل فصائل عراقية مسلحة تمتلك تمثيلا داخل الأراضي السورية أن جميع مناطق انتشار الفصائل العراقية في سورية تشترك بنقطة واحدة وهي أنها مناطق مفتوحة ولا تحتوي على أي منشآت أو مواقع عسكرية أو اقتصادية مهمة بالنسبة للنظام السوري وهي أقرب إلى كونها ملء فراغ لمنع تمدد القوات الكردية قسد أو لمنع بقايا تنظيم داعش من إيجاد موطئ قدم مريح لها باستثناء مناطق متاخمة لإدلب حيث تشترك وحدات مسلحة من كتائب حزب الله العراقية مع قوات النظام وتحديدا الفرقة الرابعة في عمليات القصف ضد المعارضة السورية ترتبط المليشيات العراقية بقيادة تنسيق مشتركة لجميع فصائل المقاومة العاملة في سورية وقال عضو عراقي بارز في جماعة كتائب حزب الله في اتصال مع العربي الجديد من رقم هاتف سوري إنها الفصائل العراقية ترتبط بقيادة تنسيق مشتركة لجميع فصائل المقاومة العاملة في سورية متحدثا عن أن مسألة وجود فصائل المقاومة في سورية لفترة غير محدودة ترسخت بعد الحرب على غزة في إشارة إلى تاريخ 7 أكتوبر 2023 وقدر المتحدث نفسه أن مجمل تعداد الموجودين من العناصر العراقية ضمن تلك الفصائل العراقية في سورية ليس أقل من ستة آلاف عنصر من مختلف الفصائل لكن عضوا آخر في جماعة النجباء رجح في تصريح لـالعربي الجديد أن العدد تراجع منذ مدة لتقليل الخسائر جراء القصف الإسرائيلي والأميركي واكتفي بقوات النخبة وهم مقاتلون اختيروا من كل فصيل موجود ويرتبطون بمسؤولين في فيلق القدس بإمكانهم التحرك والرد بسهولة في مواقع جرى تغييرها عدة مرات لتجنب القصف ووصفهم في معرض حديثه بأنهم عقائديون واعتبر أن الحديث داخل العراق عن مشاركة الفصائل العراقية مع حزب الله اللبناني في حال اندلاع أي مواجهة مع الإسرائيليين مجرد تكهنات فالحزب وفقا للمتحدث ذاته ليست لديه مشكلة في عدد العناصر أو في الجهد الميداني القتالي لكن الأغلب أن الفصائل ستفتح جبهة دعم مباشرة للحزب من داخل سورية بالطيران المسير والصواريخ ضد أهداف إسرائيلية في حال اتسعت المواجهة وتابع أن وجود الفصائل العراقية في سورية قابل للتمدد والتغيير حسب التطورات وما يطلب منها الفصائل العراقية في سورية لا ثقة بها في 18 أكتوبر الماضي ظهر القيادي البارز في كتائب الإمام علي أيوب فالح الربيعي الملقب بـأبو عزرائيل في عدة صور ومقاطع فيديو برفقة مقاتلين من حزب الله اللبناني على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة متنقلا في عدة مواقع معلنا دخول الفصائل العراقية إلى جانب حزب الله في اللحظة التي تبدأ المواجهة البرية فيها مع الاحتلال الإسرائيلي غير أن أحد الأعضاء الذين تحدثت معهم العربي الجديد أشار بشكل عابر إلى نقطة مهمة وهي أن الجناح الأمني في حزب الله اللبناني لم يسمح لـأبو عزرائيل بالدخول أو الاقتراب من مواقع حساسة للحزب في الجنوب اللبناني ولا حتى من خطوط مقاتليه ونقاط الرصد التابعة للحزب لدواع أمنية واستخبارية كما فرض إجراءات على كوادر تصوير من قنوات فضائية تابعة لعدة فصائل من بينها قناة العهد التابعة لـعصائب أهل الحق شملت تدقيق الأجهزة الموجودة لديها ومنعها من التصوير في بعض المواقع وأيضا فرض مراقبة عليها حتى خروجها من مناطق التماس الحدودية وحول ذلك قال الباحث في الشأن الأمني العراقي أحمد النعيمي لـالعربي الجديد إن الفصائل العراقية في سورية حليف مهم في الساحة السورية لكن لا يمكن الوثوق بها استخباريا والفصائل تعاني من اختراقات كبيرة داخل العراق وفي سورية لذا يحجب الكثير من التفاصيل وحتى القرارات عنها ويتعامل معها ضمن الجهد البشري على الأرض ومن خلال ضباط الارتباط الإيرانيين الذين يحملون صفة مستشار في سورية النعيمي الفصائل العراقية المسلحة حليف مهم في الساحة السورية لكن لا يمكن الوثوق بها استخباريا ووصف النعيمي خريطة انتشار الفصائل العراقية في سورية بأنها متفق عليها بين النظام السوري وإيران وقادة تلك الفصائل وهذا الانتشار يوفر على النظام جهدا ونفقات عالية إذ ركز الجيش على مناطق السيطرة ذات الكثافة السكانية والأهمية الاجتماعية والاقتصادية للنظام بينما وجهت الفصائل العراقية للانتشار في مناطق مفتوحة ذات كثافة سكانية منخفضة للغاية وهي مناطق شرق وشمال شرق سورية المحاذية للعراق دوليا ومحليا مع قوات قسد واعتبر أن تمويل تلك الفصائل نفسها من ناحية التسليح والرواتب وحتى التموين بمثابة دعم مباشر للنظام السوري الذي يدير تلك المناطق من خلال قوات يمكن اعتبارها مشرفة على الجهد الميداني لهذه الفصائل ولفت إلى أن الاكتفاء الذاتي للفصائل العراقية العاملة في سورية يشمل أيضا احتساب القتلى الذين يسقطون جراء القصف الجوي الأميركي أو الإسرائيلي أو حتى في الهجمات المسلحة شهداء في الحشد الشعبي وتصرف لذويهم رواتب تقاعدية مثل أقرانهم الذين يقتلون داخل العراق وشهدت الساحة العراقية منذ مطلع العام الحالي عدة عمليات اغتيال استهدفت قيادات في فصائل عراقية مسلحة أبرزها أبو تقوى السعيدي القيادي في النجباء والقائد البارز في كتائب حزب الله أبو باقر الساعدي فضلا عن ضربات أخرى نفذت بدقة استهدفت مواقع حساسة للفصائل في كل من القائم والرطبة وبغداد وجرف الصخر في بابل وأقر زعيم النجباء أكرم الكعبي نهاية فبراير شباط الماضي بوجود من أسماهم بعض الخونة والعملاء الذين باعوا وطنهم ودينهم وضميرهم للمحتل وقدموا معلومات عن المقاومة ومواقعها متوعدا بالكشف عنهم أسلحة الفصائل العراقية في سورية تتشابه ترسانة الأجنحة المسلحة للفصائل العراقية العاملة في سورية مع نظيرتها العاملة في العراق من ناحية نوعية السلاح المتوسط والخفيف غير أن الفصائل الرئيسة الأربعة الأكثر فاعلية في سورية وهي كتائب حزب الله والنجباء وعصائب أهل الحق وحركة أنصار الله الأوفياء هي من تمتلك السلاح الأكثر فاعلية بينها ويتمثل في الطائرات المسيرة والصواريخ التي يزيد مداها عن 50 كيلومترا وتتصدر الطائرات المسيرة ثابتة الجناح من طرازي مهاجر وسحاب الانتحاريتين إلى جانب صواريخ الأشتر والبتار والنمر والعقاب والمبير ترسانة تلك الفصائل بمديات متفاوتة وقدرات تدمير مختلفة واستخدمت تلك الفصائل هذا النوع من الطائرات في قصف مواقع أميركية داخل العراق وسورية وفي إقليم كردستان شمالي العراق خلال أوقات متفاوتة من العامين الماضيين وقال المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء الموجودة في سورية الشيخ كاظم الفرطوسي لـالعربي الجديد إنهم ضمن محور مقاومة يبدأ من طهران وينتهي في بيروت وتوعد بأن أي عدوان من الكيان على جنوب لبنان يعني دخولنا ساحة مواجهة مباشرة معه وأعددنا العدة لهذا السيناريو ووفقا للفرطوسي فإن جنوب لبنان سيكون مقبرة كبيرة للإسرائيليين في حال فكروا بالهجوم واعتبر الفرطوسي أن إدراج الولايات المتحدة المتواصل للفصائل العراقية المسلحة على لائحة الإرهاب وآخرها حركة أنصار الله الأوفياء شرف لهذه الفصائل والشخصيات المدرجة ولا تأثير جراء تلك التصنيفات الأميركية على محور المقاومة ليست هناك أي مصالح اقتصادية أو علاقات خارجية لفصائل المقاومة وردا على خريطة وجود الفصائل العراقية في سورية قال الفرطوسي إن هذا الأمر معنيون به الأخوة في الجانب السوري كاظم الفرطوسي نحن ضمن محور مقاومة يبدأ من طهران وينتهي في بيروت من جهته قال الباحث العراقي في شؤون الجماعات المسلحة رائد الحامد لـالعربي الجديد إن وجود الفصائل العراقية المسلح في سورية رصد منذ الأشهر الأولى للثورة السورية ربيع عام 2011 وأضاف أنه على صعيد المليشيات العراقية كانت البدايات من لواء أبو الفضل العباس تحت عنوان حماية ضريح السيدة زينب في ضواحي دمشق وهو لواء بلغ تعداده المئات لكنه أسس لاحقا لاستقدام مليشيات أخرى لعبت أدوارا قتالية ليس في دمشق وضريح السيدة زينب فقط إنما في عموم المحافظات السورية أبرزها ريف دمشق وحلب ودرعا ودير الزور والقنيطرة وأوضح أن أبرز الفصائل الموجودة حاليا في سورية هي حركة النجباء وجند الله وحركة أنصار الله الأوفياء وكتائب حزب الله العراقية مضيفا أن هذه الفصائل هي الأكثر قوة وتسليحا ونفوذا إلى جانب عصائب أهل الحق ولواء أبو الفضل العباس وسرايا طليعة الخراساني ولواء ذو الفقار وغيرها من المجموعات التي تنتشر في محافظتي دير الزور السورية والأنبار العراقية ولفت الحامد إلى أنه مع تراجع زخم القتال في سورية بين قوات المعارضة وقوات النظام بعد معركة حلب نهاية عام 2016 والدخول في اتفاقيات أستانة برعاية تركية ضامنة للمعارضة ومشاركة النظام وايران وروسيا اتجهت هذه المليشيات لممارسة نشاطات تركز على جانبي التغيير الديمغرافي في دمشق وحلب وحمص وفرض ثقافات وافدة على المجتمع السوري خصوصا في محافظة دير الزور مضيفا أن الجانب الثاني اقتصادي حيث تسيطر المليشيات العراقية على منافذ العبور بين سورية والعراق على جانبي الحدود إضافة إلى تقارير تشير إلى ضلوعها بتجارة المخدرات عبر الحدود الدولية بين البلدين شارك في التغطية من بغداد محمد عماد الأنبار محمد علي دير الزور أحمد الوادي