الفساد إرث وعدوى ومجاعة وظلام

كتب / اللواء/ علي حسن زكي :
أيام دولة الجنوب لم يكن للفساد وجود لعدم وجود البيئة الحاضنة له من الأساس، بل لم يكن هناك من كان يفكّر به لعلمه أن اليد التي ستمتد إلى المال العام سيتم قطعها، جندي كان يعمل في أحد المعسكرات موقع عمله مستودع المواد الغذائية سوَّلت له نفسه وأخذ صفيحة سمن، تم القبض عليه في بوابة المعسكر والتحقيق معه وإحالته للقضاء العسكري وصدر الحكم عليه بالإعدام ليس لجسامة الفعل ولكن عبرة للآخرين، كان ذلك في عهد الرئيس سالم ربيع علي سالمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
لقد كانت سلطة صنعاء غارقة في الفساد، قال عبدالقادر باجمَّال وكان حينها رئيساً لوزراء حكومة الشمال: من لم يغتني في عهد علي عبدالله صالح لا يمكن له أن يغتني طوال حياته. عند دخول الجنوب وحدة الخديعة والاستدراج عام ١٩٩٠م وطلوع الجنوبيين من عدن إلى صنعاء لاحظوا الفساد وثراء الفاسدين! ومن نتائج حرب صيف عام ١٩٩٤م الظالمة أن القادمين من الهضبة أثناء اجتياح الجنوب مارسوا الفيد والفساد بكل أشكاله وأنواعه وصوره: دمَّروا مؤسسات الدولة الجنوبية ومرافقها ونهبوا ممتلكاتها -استولوا على المباني العامة والخاصة- سيطروا على مساحات الأراضي الزراعية والبيضاء بالكيلو متر ومساحات أحرام القرى وعلى المتنفسات وملاعب الأطفال -ردموا امتدادات البحر إلى الشواطئ ومتنفساته- قظموا الجبال ومارسوا في كل ذلك تجارة البيع والشراء وبناء الفلل والعمارات بل ودمّروا كل ما هو جميل و الأخلاقيات كذلك وتقاسموا البَر وثرواته والبحر وأسماكه وأحياءه ولم يبقى سوى الهواء لم يستطيعوا عليه!، لقد صار كل ذلك وهو «بيت القصيد» إرثاً لمن تناسل منهم وعدوى ربما تكون قد وصَلَت إلى بعضاً من أبناء الجلدة الجنوبية.
لقد عمّ الفساد البلاد وابتلع حقوق العباد وانتشر في كل المرافق والأجهزة والمؤسسات وحيث يَمَمْت ما أظهرته تقارير مراجعة الجهاز المركزي لحسابات بعض المرافق والمؤسسات من فسادٍ مذهلاً ووجود عبثاً فادحاً بالمال العام في مشروع وهمي لمصافي عدن ولم تكن بحاجة إليه المقدّم إلى مجلس القيادة الرئاسي وما حدث ويحدث
ارسال الخبر الى: