الفزعة الإماراتية نخوة وشجاعة في كل موقف

ليست كل الدول تُعرَف بمواقفها، فبعضها يُعرَف بتردّدها، وأخرى بصمتها، لكن دولة الإمارات العربية المتحدة، طُبعت ذاكرتها السياسية بكلمة واحدة لا تخطئها العين: الفزعة.
هذه الكلمة التي قد تبدو شعبية في قاموسها، تحمل من المعنى ما يتجاوز كل القواميس السياسية، إنها ليست مجرّد رد فعل، بل فعلٌ تأسيسي، ليست طارئة، بل ممتدة في الزمن، الفزعة عند الإمارات ليست عنوانًا للاستهلاك، بل التزام أصيل يُترجم في اللحظة التي يتراجع فيها الآخرون.
في لحظات الانكشاف، حين يتأخّر الصوت وتضيع البوصلة، تُعلن الإمارات موقفها بالفعل، لا تنتظر الاصطفاف، ولا تبحث عن ضوء الكاميرا، تأتي بهدوء، لكن بوضوح لا يخطئه أحد، وهذه الزيارة الأخيرة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الدوحة، لم تكن مجرد تواصل بين دولتين، بل كانت الفزعة الخليجية في أصفى معانيها، فحين اشتدّ التوتر، كانت الإمارات أول من وصل، وأول من قال: نحن هنا.. لا نترك الشقيق وحده.
هذا ليس استثناءً، بل هو القاعدة الإماراتية منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ـ
فمن الكويت عام 1990، حيث كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أوائل الداخلين لتحريرها، إلى البحرين التي دعمتها الدولة حين تزلزلت، إلى السعودية التي ساندتها بدماء رجالها ضد الإرهاب الحوثي، إلى الجنوب العربي الذي أفشل بفضل الفزعة الإماراتية مشروعًا مزدوجًا من الحوثي والإخوان معًا.
ولم تقف هذه الفزعة عند الإقليم، بل عبرت حدوده، كانت الإمارات في قلب المشهد المصري عام 2013، حين خرج الشعب المصري في ثورة 30 يونيو/حزيران لينقذ دولته من براثن الإخوان، وكانت أبوظبي أول من استوعب اللحظة، وساند مصر في أهم مفصل وجودي في تاريخها الحديث، لم يكن ذلك قرارًا سياسيًا فقط، بل فزعة مستمدة من وعي أخلاقي، أن لا تُترك مصر وحدها.
وفي غزة، لم تتخلّ الإمارات يومًا عن الناس، مهما كان ضجيج الشعارات، بنت المستشفيات، وأعادت الإعمار، وقدّمت المساعدات دون مقابل، وفي السودان، كانت أول الواصلين حين انهارت الدولة، لا تسأل عن مناطق
ارسال الخبر الى: