أتفهم تماماً مدى استغراب بعض القراء الأصدقاء من استمرار الدعوة أو التركيز على دعوة #السلام_لليمن، بوصفها غايةً تختلف طرق الوصول إليها، عادّين الحسم العسكري أقصرَ سُبُل السلام المنتظر... أو السبيل الوحيد.
فَدَعِ الْكَلاَمَ فَمَا الْكَلاَمُ بِنَافِعٍ وَاسْتَلَّ سَيْفَكَ ثُمَّ قُمْ فَتَكَلَّمِ
... معذورون هم فيما «يتكلمون» أيضاً عنه، بناءً على خلفياتهم الفكرية ومرئياتهم الخاصة؛ لا سيما أن الطرف الآخر حامل الشطر الأعظم من المسؤولية عما بلغته أحوال اليمن مؤخراً لا يفهم سوى أن:
اليوم ألسنةُ المدافعِ وحدهــا مقبولةُ الدعوات طاهرةُ الفمِ
فالأرض للأقوى على جنباتها ليــــــــست لأتقاهـــم ولا للأعلمِ
... ويحبّذ العنف المذموم وحشد «القوى العالمية» للمقارعة... وزيادة الشهرة، فضلاً عن شهرته بأنه لا ينفّذ اتفاقاً ولا يصون ميثاقاً، ولا يفي بعهد ولا يكتفي بمد يد السلام.
عن هذه الآيات «الحوثية» الناقضة لفكرة السلام، «لا يُنبئك مثل خبير» بمستوى عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق محمد عبد الله صالح، حسب حديثه إلى («الشرق الأوسط» - 9 أبريل (نيسان) 2025م)، ومعرفته القديمة بهم قبل وبعد تعزيته الشهيرة باستشهاد «فارس صغير بن عزيز - نجل رئيس الأركان» على يد الحوثيين ربيع 2010م.
وبسبب عنادهم وتعنتهم واستمرار تماديهم تضاءلت فرص #السلام_لليمن، وفقاً لتطابق وجهات نظر معظم ممثلي الدول الصديقة لدى اليمن -الذين التقيتهم مؤخراً- سواءً من يباشر العمليات الهجومية أو الدفاعية والمهتمين بتأمين الملاحة في البحر الأحمر... بيدَ أن مبدأ الحل السياسي الأسلم لليمنيين جميعاً، لا ينقطع ذِكرُه، مشجعاً أصوات وأقلام إسناد دعوات السلام على تهيئة أجوائه مهما تأخّر أوانه... واستمر الاستغراب منه.
ناهيك عن أن فرص وأجواء الحرب قد بدت تتهيّأ مجدداً، فينبغي أن تواكبها تهيئة فرص وأجواء السلام، في محاولةٍ لتقليص «الفرص الضائعة» في مجالات غير جديرة بالإهمال.
بعث صديقٌ عزيز ينبّه إلى «أن حساب (تكلفة الفرص الضائعة) أو (التكلفة البديلة) -الشائعة في المجال الاقتصادي- يكشف جدوى ما تم اختياره من عدم جدواه، ويعدّد المكاسب المحتملة من فقدان ما لم يتم اختياره. وهذا ما لا يحسبه المهتمون بتكاليف الحرب المباشرة»، متسائلاً: «كم