الفاصوليا دفء الطفولة وكنز الغذاء في ذاكرة المطابخ

في زوايا المطابخ القديمة، حيث كانت الأواني تغلي بصبر على نار هادئة، كانت الفاصوليا حاضرة بثبات. حبات صغيرة بيضاء أو حمراء، تبدأ صلبة كالحجارة، ثم تتحول شيئًا فشيئًا، بماء ووقت وحنان، إلى طبق دافئ يملأ البطن ويُرضي الروح.
ليست الفاصوليا مجرد مكون غذائي، بل هي ذاكرة جماعية، ارتبطت بالجمعة وغداء العائلة ودفء الأيام. تلك الرائحة المتسللة من المطبخ صباحًا، كانت إعلانًا عن غداء تقليدي، وجرعة من الطمأنينة.
الفاصوليا: غذاء غني بالقيم والمشاعر
تنتمي الفاصوليا إلى عائلة البقوليات، لكنها تتفرد بخصائص غذائية مميزة. فهي:
في كل مطبخ قصة مع الفاصوليا. تطهى في بعض البيوت مع الصلصة والطماطم وتُقدّم مع الأرز، وفي غيرها تُغمر بزيت الزيتون وتُرش بعصير الليمون. تُطهى جافة، أو تُضاف طازجة إلى السلطات الباردة، وأحيانًا تدخل في وصفات عصرية مثل التاكو أو الحساء المكسيكي.
في زمن السرعة، ما زالت الفاصوليا تُطهى على مهل، بعد أن تُنقع لساعات. وكأنها تذكرنا أن الأشياء التي تستحق لا تأتي بسرعة. وأن انتظارها ليس عبئًا، بل طقسًا من طقوس الطهي المحبب.
في الأسواق، تتزين أكوام الفاصوليا الجافة، تُقلب بأيدي النساء بحثًا عن الأفضل. وفي المطابخ، تُخزن بعناية، لتكون حاضرة متى ما احتجنا طبقًا دافئًا سريعًا ومغذيًا.
من الفاصوليا البيضاء المصرية، إلى الحمراء اللاتينية، ومن اليخنة التقليدية إلى الأطباق النباتية الحديثة، تظل الفاصوليا طبقًا عابرًا للثقافات، وفية لعلاقتها بالإنسان، إنها الطعام الذي يجمع بين القيمة الغذائية والقيمة العاطفية.
ارسال الخبر الى: