الغلاء يجتاح اليمن مع انخفاض الريال إلى مستوى قياسي
٤٠ مشاهدة
موجة الغلاء الحادة لا تزال تضرب أسعار الغذاء في اليمن بقوة مع كل انخفاض إضافي في قيمة الريال حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية مجددا بين 20 و30 في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا مع استمرار التدهور المتسارع للعملة التي تهرول نزولا مقتربة من سعر صرف تاريخي عند 2000 ريال للدولار الواحد وانخفض الريال اليمني إلى مستوى قياسي في السوق الموازي عند 1756 ريالا مقابل الدولار الواحد ليبلغ أدنى مستوى له على الإطلاق مبتعدا عن سعر الصرف الرسمي من البنك المركزي اليمني الذي بلغ 1730 ريالا للدولار في مزاد العملات الأجنبية الثلاثاء الماضي وتم تداول الريال مساء اليوم الخميس عند 1756 لكل دولار مقارنة مع 1710 نهاية الأسبوع الماضي و1680 ريالا للدولار مطلع الشهر الجاري وفقا لبيانات صرف جمعها العربي الجديد وقال صيارفة ومتعاملون لـالعربي الجديد إنه تم تداول الدولار عند سعر 1756 ريالا للبيع و1742 ريالا للشراء وبلغ سعر صرف الريال السعودي الواحد 462 ريالا للبيع و458 للشراء وقد صحا سكان مدينة تعز جنوب غربي البلاد اليوم الخميس على ارتفاع جديد في أسعار المواد الغذائية شمل القمح والدقيق والارز وزيوت الطبخ والاجبان والحليب كما ارتفعت أسعار المشتقات النفطية والسجائر وارتفع سعر ربطة الخبز 4 أرغفة إلى 250 من 200 ريال وتسبب الارتفاع الجديد للأسعار في حالة غليان على مستوى الشارع مع دعوات لخروج تظاهرات غاضبة وقال مواطنون إن الارتفاع الجديد للأسعار يوصلهم إلى مرحلة العجز عن توفير الخبز الحاف لأطفالهم وأوضح تجار في مدينة تعز جنوبي غرب اليمن لـالعربي الجديد ان الارتفاع الجديد شمل جميع المواد سواء المستوردة او المنتجة محليا وان السوق يمر بحالة من عدم اليقين ويترقب تقلبات أسعار الصرف وأشاروا إلى أن أسعار المواد ليست مستقرة ويتوقع أن ترتفع مجددا مع كل انخفاض لقيمة العملة المحلية ووفقا لمسؤول في الغرفة التجارية في تعز وآخر من كبار تجار الجملة فإن شركات استيراد السلع تعتمد سعر صرف أعلى من سعر السوق في تقييم الأسعار الجديدة وإن أسعار المواد الحالية تعكس سعر صرف مرتفعا عند 1800 ريال للدولار الواحد ويعزو خبراء مصرفيون انخفاض قيمة العملة إلى انخفاض احتياطيات العملات الأجنبية وانخفاض تدفقات التحويلات المالية وتوقف صادرات النفط الخام في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا بعد استهداف ميناء التصدير بصواريخ باليستية من قبل جماعة الحوثيين وأشار الخبراء إلى أسباب إضافية منها عمليات مضاربة على العملة من قبل تجار وصيارفة إضافة إلى تداعيات التطورات في البحر الأحمر فضلا عن ارتفاع الطلب على العملات الاجنبية لتغطية واردات المشتقات النفطية وفي السياق أوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة عدن يوسف سعيد لـالعربي الجديد أن التراجع المتسارع في سعر صرف الريال اليمني يعود إلى عدة عوامل منها وجود حالة من عدم اليقين لدى أصحاب الإنتاج و المشتغلين بسوق الصرف لكنه يتعاظم بشأن إمكانية تجاوز الأزمة الاقتصادية وإنجاز تسوية سياسية واعتبر سعيد أن ارتفاع أسعار المستهلك يرجع إلى أكثر من سبب منها تقلبات سعر الصرف والتطورات في البحر الأحمر وقال إن تطورات الأوضاع في البحر الأحمر بدأت آثارها تظهر في ارتفاع تكلفة الاستيراد بما في ذلك تكلفة التأمين مما ساهم في ارتفاع مستويات أسعار المستهلك ويأتي الانخفاض المتسارع الأخير للريال قبل أيام من انتهاء مهلة حددها البنك المركزي المعترف به دوليا للبنوك التجارية بنقل مقراتها من صنعاء الخاضعة للحوثيين إلى العاصمة المؤقتة عدن حيث مقر الحكومة المعترف بها دوليا وكان اليمن من بين أفقر الدول في العالم العربي حتى قبل اندلاع القتال في نهاية عام 2014 وفقا لبرنامج الأغذية العالمي الذي يقول إن هناك أكثر من 17 مليون يمني يعانون انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى المساعدة