العود محمي بحزمته
(وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
ثمة أشياء تكون في أوقات مفيدة وصالحة وفي أوقات أخرى غير مفيدة، بمعنى تختلف نتيجتها باختلاف الظرف المحيط بها أو باختلاف طريقة التعامل مع تلك الأشياء، فهناك من يحسن التصرف وبحسن تصرفه يستفيد ويفيد الآخر، وهناك من يسيء التصرف ويحدث له العكس.
وثمة شيء واحد لا يأتي بخير على صاحبه ولا على من ينتهجه أياً كان وكيفما كان عاقلاً أو أحمقاً، لبيباً أو غير لبيب، وهو معروف ومجمع عليه عند كل ذي عقل بأنه لا يأتي بخير منذ بدء الخليقة وإلى آخر أيام الدنيا.
إنه التنازع، والتنافر، والتشرذم، وشتات الرأي، إن كل من انتهج الفُرقة لا يجني سوى الخسران، وانشقاق الصَّف يعني الضعف وهو ما يريده العدو.
العود محميٌ بحزمته
ضعيف حين ينفرد؟
الاختلاف وارد ولن ينتهي بين بني البشر، ولكن الفرقة، هي المضرة وهي الداء لنختلف وتتباين آراؤنا ولكن لا نجعل الفرقة تحل بيننا وتقسمنا، على الكبير أن يكون كبيراً بعقله وقلبه وعلى الصغير أن يتوقف احتراما لمن هو أكبر منه، وعلى المخطئ أياً كان سنه ووضعه أن يقول: أخطأت.. الاعتراف بالخطأ فضيلة وليس فيه منقصة له، بل هو بذلك يزداد رفعة، ويعلو مقامه في محيطه إن كان شجاعاً أمام نفسه قبل أن يكون أمامهم، وعلى الآخر ألاَّ يكون لئيماً، وأن يقيل العثرات ويتغاضى عن الهفوات.
بمعنى، اختلف معي ولا تتركني. تمسك برأيك وتمسك بي.
ناقشني ولا تنشق عني، سد خلتي ولا تتخلى عني، أعني ولا تعايرني، ردني عن الخطأ وأنت واقف بجانبي وليس في مواجهتي.
وأي قوة لبناء مشقوق متصدع الأساس، وأي قوة لجسد مبتور الأطراف، وأي انتصار لجيش غير موحد، وأي نجاح لفريق غير موحد، وأي وحدة من غير قائد، وأي قيادة من غير هيكلة كاملة من القاعدة وحتى القمة.
فالكل بناء واحد الرئيس والمرؤوس، وعلى الجميع أن يدركوا أنه لا بقاء لهذا إلا ببقاء هذا، وأنهم جميعاً لا ينقصهم شيء، ولكنهم يعرفون أنهم
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على