العملات المشفرة بلا رأس سحر بيتكوين يتلاشى وترامب بلا إنجاز رقمي
بعد سنوات من الوعود الكبرى والتوقعات بأن تقود العملات المشفرة ثورة مالية في الولايات المتحدة تحت مظلة لنجعل أميركا عظيمة مجدداً، تبدو الرياح قد تغيرت. فبيتكوين، العملة الرقمية الأكبر في العالم، فقدت نحو 25% من قيمتها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتتراجع إلى ما دون 100 ألف دولار، بينما انخفضت أسهم شركات العملات المشفرة من مستوياتها القياسية. وفي الخلفية، يتصدع التحالف بين رواد الأعمال الرقميين وحركة ترامب، وسط نتائج سياسية غير متوقعة وصعود خطاب معادٍ للنخب الاقتصادية يقوده سياسيون تقدميون على غرار زهران ممداني في نيويورك.
عام عصيب لبيتكوين
وصلت بيتكوين في بداية العام الماضي إلى مستويات غير مسبوقة بعد انتخاب دونالد ترامب، الذي وعد بتحويل الولايات المتحدة إلى عاصمة العملات المشفرة في العالم. وأطلق سلسلة من التصريحات المؤيدة لتخفيف الرقابة التنظيمية، وإدخال العملات الرقمية في أجهزة الدولة، ما أثار حماس المستثمرين ودفع العملة إلى تجاوز حاجز 100 ألف دولار.
لكن الضربة جاءت من الاتجاه السياسي نفسه الذي احتضن هذه الطفرة، فخسائر الجمهوريين من تيار MAGA في الانتخابات المحلية والجزئية أدت إلى انفجار الفقاعة السياسية والسوقية معًا. وكان صعود زهران ممداني، الناشط الذي هاجم النفوذ المالي للنخب، جزءًا من هذا التحول الذي أصاب وول ستريت وصناعة الكريبتو بارتباك عميق.
وعلى الرغم من تعهد ترامب بإصلاح النظام التنظيمي وإلغاء الإجراءات المتشددة بحق الشركات الرقمية، لم يظهر بعد أي قانون شامل، ولم تشترِ الحكومة أي عملات بيتكوين كما كان يروّج بعض الناشطين الرقميين. وفي السياق، يشير خبراء إلى أن القواعد الحالية خففت بعض القيود على العملات المستقرة، لكنها لم تمس جوهر التشريعات التي تعطل اتساع السوق.
تحالف مكلف ووعود مؤجلة
ضخّت شركات العملات المشفرة ملايين الدولارات في الحملات الانتخابية المؤيدة لترامب على أمل الحصول على حماية وتشريعات مرنة. وبلغ حجم الصندوق الانتخابي المرتبط بالصناعة حوالي 263 مليون دولار، وفق تقارير إعلامية.
ومع ذلك، تقول بلومبيرغ إن رواد هذا القطاع دفعوا فقط نصف ما وعدوا به، فيما لم يحقق ترامب معظم مطالبهم حتى الآن.
ارسال الخبر الى: