العملاء والمرتزقة يشتمون في الغلاء ويصمتون في الانفراج

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
بينما يخوض المجلس الانتقالي الجنوبي معركته الصعبة ضد أدوات الحرب الاقتصادية، ويقود الرئيس عيدروس الزبيدي جهودًا جبارة لتخفيف المعاناة عن كاهل المواطن الجنوبي، تطل علينا بين الحين والآخر أصوات العملاء والمرتزقة، ممن لا يحترفون سوى الصراخ في العتمة، ولا يعرفون للحق بابًا إن لم يكن يخدم أجنداتهم.
فإذا ارتفعت الأسعار (بفعل سياسات خارجية أو مؤامرات داخلية) وجدتهم أوائل من يتصدرون منصات الهجوم، يتكلمون بكلام جارح أو مؤذي (يسلقون) المجلس الانتقالي بلسان حاد، ويحملون القيادة الجنوبية كل ما يحدث في البلاد، وكأنهم كانوا ملائكة يوم كان الفساد يدار من صنعاء ويرسل إلينا مشحونًا في قوافل السمسرة.
أما حين تنخفض الأسعار، وينجح الانتقالي بفرض هيبة الدولة الجنوبية على التجار والمضاربين، تختفي هذه الوجوه فجأة، يصمتون صمت القبور، كأن شيئًا لم يحدث، وكأنهم لم يرفعوا رايات النحيب قبل أسابيع.
هذه الازدواجية المفضوحة لم تعد تنطلي على أبناء الجنوب، فالشعب بات يدرك أن من يصرخ في الغلاء ويصمت في الرخاء، هو أداة إعلامية مدفوعة الأجر، لا تملك موقفًا وطنيًا، بل تتغذى على التوتر والفوضى، وتخاف من أي إنجاز جنوبي قد يقطع رزقها أو يكشف حقيقتها.
اليوم، يدفع الانتقالي بثقله نحو ضبط السوق، وتحقيق الاستقرار في أسعار السلع الأساسية، وتحجيم لوبيات الفساد الذين اعتادوا استغلال معاناة الناس، ومن الواجب علينا كشعب، أن نميز بين النقد البناء وبين التشويه المدفوع، بين من يريد الإصلاح ومن يريد الإطاحة بالجنوب خدمةً للحوثي والمؤتمر والإخوان.
وفي الختام، نقولها بوضوح:
نعم للنقد المسؤول… ولا للعمالة المغلفة بعبارات رنانة!
نعم لمحاسبة التجار الجشعين… ولا للتطبيل للفساد باسم المعارضة!
الجنوب سينتصر… ولو كره العملاء!
– نائب رئيس تحرير صحيفة “عدن الأمل” الإخبارية، ومحرر في عدد من المواقع الإخبارية.
ارسال الخبر الى: