رسمي العليمي يكشف التاريخ المحدد لصرف الرواتب المتأخرة المنحة السعودية وصلت أخيرا

في تطور مفصلي ينهي شهور من المعاناة، يتنفس أكثر من نصف مليون موظف مدني وعسكري الصعداء بعد تأكيد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي صرف المرتبات المتأخرة خلال أيام قليلة. المنحة السعودية التي طال انتظارها وصلت أخيراً، حاملة معها الأمل لملايين اليمنيين الذين عاشوا كابوس الرواتب المتأخرة لشهور طويلة.

أحمد المحمدي، معلم من عدن ووالد لثلاثة أطفال، يروي لحظات الفرج بعد 4 شهور من الانتظار: كنت أخبر أطفالي كل يوم أن راتبي قادم غداً، واليوم أخيراً أستطيع الوفاء بوعدي لهم. المصادر الحكومية تؤكد أن الإجراءات جارية لدفع رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين خلال الأيام المقبلة بعد أن أودعت المملكة العربية السعودية أول دفعتين من منحتها للموازنة العامة، في خطوة تعيد الحياة لاقتصاد مُنهك.

هذه الأزمة التي استمرت شهوراً طويلة كانت نتيجة لنقص حاد في الموارد السيادية للدولة، متأثرة بسنوات الحرب والانقسام السياسي الذي عصف بالبلاد. الدكتور محمد الحدادي، الخبير الاقتصادي، يؤكد: الدعم السعودي ينقذ الاقتصاد اليمني من انهيار محتم، مثلما كان إنقاذ الكويت عام 1990. التحسن النسبي في الموارد السيادية، إضافة للمنحة السعودية، يعطي بصيص أمل لاستقرار مالي طويل المدى.

فاطمة علي، الممرضة التي لم تتسلم راتبها منذ شهرين، تصف اللحظة بالقول: أطفالي كانوا يسألونني متى ستعود الحياة طبيعية، واليوم أستطيع القول أن الفرج قريب. هذا الإعلان يعني عودة القدرة الشرائية لأكثر من مليوني يمني يعتمدون على رواتب أقاربهم الموظفين، وانتعاش متوقع للحركة التجارية التي شهدت ركوداً حاداً. الخبراء يحذرون من ضرورة الإدارة الحكيمة لهذه الموارد لضمان عدم تكرار الأزمة مستقبلاً.

الدعم السعودي للموازنة العامة اليمنية يمثل نموذجاً للتضامن الخليجي في أوقات الأزمات، ويفتح الباب أمام إمكانية تحقيق استقرار مالي مستدام إذا ما تم استثماره بحكمة. هل ستكون هذه بداية نهاية أزمة الرواتب في اليمن نهائياً، أم مجرد حل مؤقت ينتظر تحديات جديدة؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، لكن اليوم هو يوم الأمل والفرح لملايين اليمنيين.