العلاقة الطبيعية مع أمريكا هي الحرب

قد لا تتجدّد المواجهة العسكرية المفتوحة بين المحور الإسرائيلي – الأمريكي – الغربي من جهة، وإيران من جهة أخرى؛ لكنّ المرجح هو أن الحرب ستستمر بوتيرة وأشكال أخرى. لقد أثبتت هذه الحرب أن مرور الزمن لم يدفع الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في ثوابتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها ضرب أيّ مسعى إلى الاستقلال والنهضة من جانب بلدان المنطقة.
ستُخيّب واشنطن، مرة أخرى، آمال من تصوّروا أن في الإمكان التوصل إلى فكّ اشتباك استراتيجي معها، نتيجة المتغيرات التي طرأت على الوضع الدولي وما سترتّبه على جدول أعمالها. صحيح أن الولايات المتحدة تناصب العداء لأي مشروع للاستقلال والتنمية والعدالة في أي بقعة من بقاع الجنوب العالمي، كما في أمريكا اللاتينية أو أفريقيا، وتحاول عرقلته وتخريبه من الداخل إن استطاعت ذلك، لكنها لا تلجأ تلقائياً إلى الحرب المفتوحة لضربه وإجهاضه كما تفعل في ديارنا. نحن نحظى بـ«معاملة استثنائية» تستند إلى قناعة النخب الحاكمة في واشنطن، بغالبية تياراتها، بأننا فضاء مستباح تستطيع أن تُعيد هندسته كما تشاء، عبر استخدام القوة العارية.
هي خطّطت لإسقاط النظم الوطنية في فنزويلا وبوليفيا وفي البرازيل – على سبيل المثال لا الحصر – عبر دعم المعارضات اليمينية، وتشجيعها حتى على تنظيم عمليات انقلابية للإطاحة بالنظم المذكورة. غير أنها لم تتدخل عسكرياً لمساندة مثل هذه العمليات، ما أدى إلى فشلها. أمّا منطقتنا، خاصة بعد نهاية الثنائية القطبية، فقد أصبحت، وفقاً لتقارير البنتاجون، «المسرح المركزي للعمليات العسكرية» و«قوس الأزمات»، بحسب بعض المسؤولين الأمريكيين، أو «قوس المجازر» بحسب بعضهم الآخر، أي الإقليم الذي لا تتردّد في شن الحروب على بلدانه عندما تراها مناسبةً لمخططاتها و/ أو هلوسات قادتها ومعاونيهم.
ألم يبرّر جورج بوش الابن غزوه للعراق بسماعه صوتاً يأمره بذلك؟ ألم يقل مايك هاكابي، السفير الأمريكي في إسرائيل، إن ترامب هو «المخلّص»، لتشجيعه على ضرب إيران؟ من يودّ معرفة المزيد حول ما يدور في أذهان «ثلّة المخلّصين» المشار إليها، ما عليه سوى إلقاء نظرة على كتاب «الحرب الصليبية الأمريكية» الصادر
ارسال الخبر الى: