العلاقات السورية العراقية نتائج لقاء الدوحة تنتظر قمة بغداد

35 مشاهدة
فتح لقاء الدوحة بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم الثلاثاء في 15 إبريل نيسان الحالي الباب واسعا بين دمشق وبغداد ووضع الأوراق على الطاولة حيث طرح كل من البلدين تصوراته ورؤاه لتأسيس العلاقات السورية العراقية على أسس جديدة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون والتنسيق لمواجهة المخاطر المشتركة وتطوير المصالح المتبادلة بين البلدين الشقيقين اللذين يربطهما تاريخ مشترك ذي خصوصية وحدود طويلة وتداخل وقرابات عشائرية كبيرة ذات تأثير متبادل في الاتجاهين بادر إلى تنظيم اللقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وساندت الولايات المتحدة هذا المسعى وكان الهدف من اللقاء أولا تثبيت التقدم الذي حصل على طريق فتح صفحة جديدة في العلاقات السورية العراقية بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر كانون الأول الماضي وثانيا كسر الجليد على مستوى القمة بين الشرع والسوداني قبل انعقاد القمة العربية في العاصمة العراقية في 17 مايو أيار المقبل والتي تلقت القيادة السورية دعوة لحضورها من الجامعة العربية ومن العراق لكن دمشق لم تحسم مستوى التمثيل وهناك تردد حيال تمثيل الشرع لسورية بسبب حالة انقسام عراقية سببها الضغوط التي تمارسها الأطراف الحليفة لإيران على الحكومة العراقية دمشق لم تحسم مستوى تمثيلها في القمة العربية وهناك تردد حيال تمثيل الشرع لسورية حذر وبطء وجدية وهذه الضغوط تترافق مع حملات سياسية وإعلامية تركز على الفترة التي قضاها الشرع في العراق في صفوف الفصائل الجهادية التي واجهت القوات الأميركية بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 وقد حاولت هذه الأطراف التأثير على النتائج الإيجابية للقاء الدوحة من خلال نشر اتهامات للرئيس السوري الذي لا يوجد أي ملف قضائي ضده في العراق وكانت قد انتشرت وثيقة على وسائل التواصل الاجتماعي تداولها عراقيون عبارة عن مذكرة قبض بحق أحمد الشرع وقد سارع مجلس القضاء الأعلى في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية في 26 فبراير شباط الماضي إلى نفي صحة الوثيقة ووصفها بأنها مزورة وغير صحيحة وعادت الحملة من جديد بعد أيام معدودة بقيادة رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي العلاقات السورية العراقية تسير على نحو بطيء جدا وحذر لاعتبارات عدة والسبب يعود إلى القدر الكبير من التحفظ من الطرف العراقي الذي يعود إلى ضغط أطراف سياسية وعسكرية متحالفة مع إيران من داخل ما يعرف بـالإطار التنسيقي الحاكم في البلاد وتتحجج أطراف رسمية بالخلفية الجهادية للفصائل التي تولت عملية إسقاط النظام السوري السابق ولكن هذه الحجة تهاوت تدريجيا أمام الانفتاح الدولي على السلطة الجديدة وخصوصا من جانب الولايات المتحدة التي سحبت المكافأة المالية التي كانت قد رصدتها بسبب وضع الشرع على لائحة الإرهاب وكان اللقاء إيجابيا بينه وبين الوفد الأميركي في دمشق في ديسمبر الماضي بقيادة المساعدة السابقة لوزير الخارجية باربرا ليف شكل الاجتماع الخماسي في العاصمة الأردنية في التاسع من مارس آذار الماضي أهم امتحان على طريق بناء العلاقات السورية العراقية في مرحلة ما بعد سقوط الأسد وعلاقات تعاون بين بغداد ودمشق وظهر خلاله أن العراق لم يحسم أمره باتجاه السير خطوة لملاقاة سورية في منتصف الطريق عندما تحفظ على النتائج ورفض التوقيع على الاتفاق الخماسي بحضور وزراء الخارجية والدفاع ومسؤولي الاستخبارات بين الأردن سورية لبنان العراق وتركيا صاحبة المبادرة إلى تنظيم هذا اللقاء بهدف إنشاء مركز عمليات مشترك لضمان التنسيق والتعاون لدعم الجهود الدولية الحالية للقضاء على تنظيم داعش وإزالة تهديده على سورية والمنطقة والعالم بالإضافة إلى معالجة قضية سجون التنظيم الموجودة في محافظ الحسكة بحماية قوات سوريا الديمقراطية قسد وبحسب التفاهمات الأولية تقرر إنشاء مركز العمليات داخل سورية وتحت إدارة حكومة دمشق كما طرحت فكرة إنشاء هيكل مماثل في العراق لكن الحكومة العراقية تحفظت على البيان الختامي ورفضت التوقيع عليه بالرغم من الضوء الأخضر الأميركي وتشجيع واشنطن للآلية المطروحة التي ستمهد لانسحاب القوات الأميركية التدريجي من سورية وكانت المرحلة الأولى منه في الأسبوع الماضي جرى خلال لقاء الدوحة بين الشرع والسوداني بحضور أمير قطر وضع كافة الملفات على الطاولة وهيأت الدولة القطرية سبل النجاح بالحصول على دعم أميركي عربي تركي كي يصل الاجتماع إلى نتائج ملموسة تفتح الطريق أمام تحسن العلاقات السورية العراقية وحلحلة القضايا الشائكة وأفادت مصادر سورية مطلعة بأن الشرع كان حازما في طرح وجهة النظر السورية حيال إعادة بناء علاقات صحية ومستديمة مع العراق وقابله السوداني بتفهم وبراغماتية سهلت المهمة على الطرفين لتفهم هواجس بعضهما بعضا والاعتبارات التي تحكم سلوك الطرف العراقي واعتبر خبراء عراقيون في أحاديث لوسائل الإعلام الدولية أن ما قام به السوداني خطوة ذكية وحكيمة سياسيا وتشير إلى اختلاف جدي بينه وبين بقية الفرقاء الشيعة في الإطار التنسيقي وهناك اعتبارات براغماتية واقعية تحكم سلوكه فهو بصفته رئيس وزراء عليه أن يتعاطى مع سورية كجار لا يجب استعداؤه ولا سيما أن القيادة السورية أرسلت العديد من رسائل التطمين للعراق في ما يخص أمن الحدود وعدم التدخل في الشؤون الداخلية الشرع كان حازما في طرح وجهة النظر السورية حيال إعادة بناء علاقات صحية ومستديمة مع العراق وقابله السوداني بتفهم وبراغماتية يشكل أمن الحدود بين البلدين أحد أهم المشاكل التي نشأت وتطورت خلال الأعوام التي ترافقت مع قيام الثورة السورية عام 2011 وانسحاب قوات النظام السوري منها ما تركها مفتوحة من الجانب السوري كي تتحول إلى بؤرة لـداعش الذي تمدد لاحقا وسيطر على مساحات بين البلدين وبعد إنهاء هذا المشروع في العراق وسورية بقيت جيوب في البادية السورية بالإضافة إلى آلاف من السجناء والعوائل في سجون الحسكة ومعسكر الهول ومن المعروف أن السلطات العراقية المتعاقبة تلكأت كثيرا في تسلم مواطنيها المسجونين في سورية أو المقيمين في المخيمات ومن ثم صارت تقبل بعودة العائلات وترفض استلام السجناء على المستوى الأمني تعد الحدود محروسة من الجانب العراقي بقوات عراقية ومن الجانب السوري بالقوات الأميركية وقسد ولم تكن هناك آلية تنسيق قبل سقوط النظام بسبب الوجود العسكري الإيراني في المنطقة وانتشار قواعد للحرس الثوري في محافظة دير الزور طرحت دمشق في اجتماع الدوحة مخاوفها من أمرين وجود عسكريين سوريين فروا إلى العراق ليلة سقوط النظام وطالب الشرع بتسليمهم مع الأسلحة التي نقلوها معهم إلى العراق والأمر الثاني هو إمكانية استخدام الأراضي العراقية لأعمال تخريبية ضد سورية تديرها إيران وفصائل من الحشد الشعبي تحت عنوان التحرير الذي نادى به المرشد الإيراني علي خامنئي قائلا إن شباب سورية سيحررون بلدهم خصوصا أن بعض هذه الفصائل سبق لها أن قاتلت السوريين تحت لواء الحرس الثوري وأبدى الطرف السوري مخاوف من ألا تستطيع حكومة السوداني التحكم ببعض الفصائل الواقعة تحت تأثير إيران وخصوصا أنها عارضت علانية أي اتفاق يبرمه السوداني مع سورية ولذلك تم عقد الاجتماع بسرية تامة ولم يتم الإعلان عنه إلا بعد يومين من انتهائه إلى نتائج إيجابية بصدد تفعيل التعاون العراقي السوري المشترك ليس على المستوى الأمني فقط بل على المستويين السياسي والاقتصادي اختبار العلاقات السورية العراقية وستكون الخطوة الأولى إحياء خط نفط العراق باتجاه مصفاة بانياس على الساحل السوري والذي توقف عن العمل عام 2010 وتضررت أقسام منه بسبب الحرب على داعش وهو بطاقة ضخ 300 ألف برميل يوميا والمنفذ الوحيد للعراق لتصدير نفطه عبر البحر والمسألة الثانية هي تفعيل العمل العربي المشترك وعقد القمة العربية في جو من التفاهم بين بغداد ودمشق واتخاذ موقف عربي موحد من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد سورية وتفعيل آلية التنسيق الأمني ضد داعش يمكن ملاحظة النتائج المباشرة للقاء العراقي السوري بالدوحة من خلال معطيات عدة الأول بدء الانسحاب الأميركي من قواعد عسكرية عدة في دير الزور والحسكة وذلك في مرحلة أولى تجريبية تتم خلالها مراقبة مدى قدرة قوات الجيش السوري على السيطرة الميدانية وتحقيق نتائج بالحرب ضد داعش وتستمر هذه الفترة ستة أشهر تليها مرحلة الانسحاب الثانية التي تشمل ما تبقى من القوات مع الاحتفاظ بقاعدة التنف ولكن مع نقل مركز الثقل فيها إلى جانب الحدود في الأردن حيث توجد قاعدة أميركية أكبر وتكمن أهمية هذه المنطقة بأنها تقطع الطريق على أعمال عسكرية إيرانية جوية والمعطى الثاني هو عدم رضى إيران التي سرعان ما أبدى حلفاؤها في بغداد معارضتهم لأي تفاهم ووضعوا بعض الشروط من حول ثلاث قضايا احترام التنوع حماية المزارات الشيعية ومشاركة جميع المكونات في الحكم والمقصود بذلك مشاركة أوسع للعلويين في السلطة ولكن الأخطر هو التحرك الذي باشره المالكي وقيس الخزعلي زعيم جماعة عصائب أهل الحق لمنع مشاركة الشرع في القمة العربية والمعطى الثالث هو الارتياح الإقليمي من قبل بلدان مجلس التعاون الخليجي والأردن التي تصر على حضور سورية للقمة العربية ممثلة بالرئيس الشرع وذلك من أجل تثبيت شرعية الحكم الجديد عربيا من بوابة الجامعة العربية وعلى هذا يبقى أمر حضور الشرع للقمة رهن التطورات المقبلة ونقطة الفصل في العلاقات السورية العراقية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح