العلا هديتنا للعالم
20 مشاهدة
التوقيع: محمد بن سلمان
التأريخ: 10 فبراير 2019
هذه العبارة المنقوشة على إحدى الصخور العتيقة خطتها يد الملهم؛ الذي من ضمن إنجازاته الجليلة الكثيرة إزاحة طبقات الإهمال المتراكمة على كنوزنا الأثرية البديعة التي لا يوجد في العالم ما يشبهها في جمالها ورمزيتها التأريخية وترادف الحضارات التي مرت عليها، ومن أهم هذه الكنوز تحفة الطبيعة وموئل التأريخ «العلا»، التي كانت نسياً منسياً حتى التفت لها الواعي بقيمتها الإنسانية وفرادتها التأريخية، فقرر أن يقدمها للعالم بالشكل الذي يليق بها، ومنذ ذلك التأريخ بدأ عمل هائل تقوده الهيئة الملكية لمحافظة العلا، لا يمكن معرفته إلا برؤيته على أرض الواقع.
ولكم كنت أتوق لزيارة العلا، يشدني إليها ما كنت أقرأه وأشاهده من أخبار وفعاليات، ولكن لم تتهيأ الفرصة حتى بادرت الهيئة بتنظيم زيارة للعلا على هامش المنتدى السعودي للإعلام قبل شهر تقريباً، وهي سُنّة حسنة تنفذها الهيئة في كل دورة للمنتدى لتعريف ضيوفه من أنحاء العالم بالعلا وجمالياتها الفريدة.
تخيل أي دهشة تشعر بها وأنت تقضي نهارك متجولاً في متحف بديع للطبيعة والتأريخ، طبيعة عبقرية تتراءى لك وكأن جيولوجيا المكان وعوامل التعرية شكلتها منذ ملايين السنين لتكون فريدة نوعها على الأرض، كل قطعة منها قادرة على تفجير خيالات وإيحاءات كثيرة، وعندما تعرف أن الاستيطان في هذا المكان يعود إلى نحو مئتي ألف سنة وأن حضارات عريقة استقرت بها وأضافت إلى إبداع الطبيعة إبداعاً إنسانياً ما زالت شواهده ماثلة في المعمار والنقوش ذات الدلالات على طبيعة حياة المجتمعات فيها عبر الزمن، عند ذلك ستعرف لماذا استحقت العلا ما تلقاه من اهتمام. ينقضي نهارك وأنت لا تشعر بالوقت من جمال وجلال ما تشاهد، وإذا بدأ المساء فأنت على موعد لاستكشاف المدينة القديمة التي تم الحفاظ عليها كما كانت، تتجول ورائحة التأريخ تفوح من كل الجنبات التي يتزاحم الزوار في دروبها من دول عديدة في العالم. وبعد كل ذلك تخيل ما سوف يخالجك من شعور عندما تأوي إلى فندق في بيت قديم محتفظ
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على