العشيرة بديلا عن الدولة

87 مشاهدة

واقعة مثيرة لفتت انتباه مرتادي السوشيال ميديا بطلتها دبلوماسية عراقية اتهمت بسرقة مناشف من الفندق الذي أقامت فيه في أثناء زيارتها عمّان، وتحقيق وزارة الخارجية في الواقعة، لكن الأكثر لفتا للانتباه أن الدبلوماسية المذكورة بدلا من أن تلتزم بالسياقات الإدارية في ما تقول إنه اتهام كاذب الهدف منه تسقيطها استنجدت بعشيرتها كي تنتصر لها، وكان أن هبّ رجال العشيرة دعماً ومساندة، وهدّدوا في حال التعرّض لها بالتظاهر أمام مبنى وزارة الخارجية احتجاجا.

ليست هذه هي المرّة الأولى التي نسمع بها عن واقعة كهذه تكشف عن الدور الذي أضحت تلعبه العشيرة في عراق ما بعد الغزو الأميركي، وهو دورٌ يرتب كثيراً من الأكلاف السلبية على المجتمع، وعلى الهوية الوطنية، ويعرقل السير في طريق التحديث والعصرنة، وخصوصاً أن العشائرية، بمدلولاتها العملية، تسعى إلى إسقاط فرضية العيش المشترك بين أبناء الوطن، وتصدّع وحدة الشعب عبر اعتماد قسمته إلى وحدات صغيرة تتنازع ولا تتكامل، وهذا ما نتج عمليا من قسمة الشعب إلى طوائف ومذاهب، على النحو الذي يعاني منه العراقيون اليوم في ظل العملية السياسية المشبوهة التي اعتُمدت في العقدين الأخيرين.

ورغم أن الدستور العراقي الحالي الذي شرعنه الأميركيون يحمل عبارة غائمة عن النهوض بالقبائل والعشائر والاهتمام بشؤونها بما ينسجم مع الدين والقانون، إلا أن ما حدث ويحدُث من ممارساتٍ على هذا الصعيد يعكس تمسّكاً بعاداتٍ وأعرافٍ سادت ثم بادت، يراد منها أن تضع مجتمعنا الذي أنهكته التراجعات على مفترق طريق يجري إلى الوراء مدى يصل الى أزيد من مائة عام، حتى إلى ما قبل صدور قانون دعاوى العشائر الذي أقرّ عند تأسيس الدولة في عشرينيات القرن الراحل، وهو القانون الذي نظم حدود سلطة الشيوخ في البتّ في القضايا المدنية والجنائية التي تخصّ أبناء عشائرهم، وأعطى العشيرة المساحة الاجتماعية المطلوبة آنذاك، وكان الهدف منه إيجاد حالة استقرار، وإدخال العشائر في نسيج الدولة الجديدة، خصوصاً وقد كان معظم السكان يرتبطون بصلات عشائرية وقبلية لا سبيل إلى تجاهلها دفعة واحدة، وقد خضع القانون عمليا لكثير من

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح