طه العربي مدرس يمني لم تفقده الإعاقة رسالته التعليمية
على كرسيّه المتحرك، يشقّ المعلم طه العربي، وهي شهرته التي فاقت اسمه الحقيقي طه الشرعبي، طريقه وهو يسابق شمس الصباح للوصول إلى المدرسة التي يفتح أبوابها قبل جميع الطلاب والأساتذة. يقابله الكبار والصغار بابتسامة تقدير وإجلال، وكأنه يفتح أمامهم بصيص أمل ونور، على الرغم من الجراح التي تربض على ظهره.
أما التلامذة الصغار فينظرون إليه بمهابة واعتزاز، وكأنها نظرة الأبناء نحو أبيهم، تمتزج فيها مشاعر الحب والطاعة والفخر، كونهم حظوا بفرصة التعلّم على يد معلمٍ يمنحهم دروساً نظرية، ودروساً أخرى من الحياة.
هناك في ريف مدينة تعز جنوب غربي اليمن، وتحديداً بين الجبال الشاهقة في مديرية مقبنة، يروي العربي حكايته وتفاصيل حياته التي صارت مدرسة في الإلهام للأجيال، تثبت أن الآمال العظيمة تصنع الأمم العظيمة. فقد بات معظم اليمنيين، وعلى الرغم من المآسي التي تغرق فيها البلاد، يردّدون القول: لا خوف على وطنٍ أنجب طه العربي.
وُلد طه حسن الشرعبي عام 1974 في قرية الدرب الواقعة ضمن عزلة الرعينة التابعة لمديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز، ونشأ وسط بيئة سياسية تمنح جلّ اهتمامها لقضايا العروبة. وفي كنف القراءة والتثقيف، ترعرع هذا الشاب متأثراً بالفكر العروبي، فصارت شهرته طه العربي.
عام 1992 نال طه شهادة دبلوم عام، قبل أن يحظى بعد سنة واحدة بوظيفة مُدرّس تابع لوزارة التربية والتعليم، وتحديداً في مدرسة التصحيح بعزلة الأخلود في مديرية مقبنة. وعام 1997 نُقل إلى مدرسة الأجيال مزاندة في عزلة اليمن بمديرية مقبنة، ولا يزال فيها حتّى اليوم. ومهنة التدريس هي المهنة التي ظل مخلصاً لها، ومؤمناً بأهميتها في بناء الفرد والمجتمع.
ومع الحرب التي يشهدها اليمن، والتي أعقبت انقلاب الحوثيين على الدولة قبل أكثر من عشر سنوات، كانت التنشئة الفكرية التي ترعرع عليها طه العربي هي الحافز الأول الذي دفعه إلى تلبية نداء الواجب، دفاعاً عن الدولة.
ويؤكد طه لـالعربي الجديد تأييده المقاومة منذ البداية في وجه الانقلاب الذي قاده الحوثيون ضد السلطة ونظامها الجمهوري،
ارسال الخبر الى: