العرب دائما ما يفيقون على الحقيقة متأخرين

كتب/ أنور الرشيد
لا أعرف فيما إذا كان هذا سببه خللٌ جينيٌ أم تخلُّف أم بالفعل هناك من يدفع لأن نكون متخلِّفين حتى في قراراتنا، أقول ذلك بعدما ارتفع صياح البعض من مغبة اعتراف إسرائيل بجمهورية أرض الصومال التي كانت منسية طوال خمسة وثلاثين عاما، ولا أحد عبَّر شعبها، ولا اعترف به، ولم أتذكر بأن معونة وصلت لهم بل تم تجاهلهم، وأيضا الملف الكردي في العراق وحتى في سوريا، ولن أتحدث عمن هم في إيران ولا تركيا الذي يهمني في الجانب العربي حيث تم تجاهل مطالبهم وحقوقهم بل أكبر مجموعة بشرية غير معترف بها، ولم تُمنَح هوية ولا أوراقًا رسمية أي (بدون) هم أكراد سوريا في القامشلي، أما أكراد العراق فقد ضُرِبوا بالكيماوي، واليوم علاقتهم مع إسرائيل سمن على عسل لماذا؟ لأنها وقفت معهم بمحنتهم.
بورقيبة رئيس تونس السابق في عام 1967 بعد الهزيمة طرح فكرة الاعتراف في الواقع، والاعتراف بقرار الأممي رقم 1947/181 كمرجع للحل السلمي، وتم رفض ذلك وفي مؤتمر بيروت عام 1981 تم طرح مبادرة الملك عبدالله حل الدولتين أي بعد قرابة نصف قرن، ولا زالت مأساة الشعب الفلسطيني لم تراوح مكانها بل ازدادت المآسي وهي مستمرة بعطائها اللا محدود من المآسي.
اليوم نصل لمأساة الجنوب العربي نفس السيناريو، أمة من ثمانية ملايين إنسان تم احتلالهم احتلالًا عسكريًّا من ثلاثين عاما، وتم اغتيال قادتهم، وممارسة كل أنواع التعذيب عليهم سجنًا وقهرًا وإرهابًا وقطع كهرباء ورواتب ونهب ثروتهم وإفقارهم طوال العقود الماضية، واليوم عندما جاءتهم الفرصة لأن يستعيدوا دولتهم وحريتهم قيل بأن إسرائيل وراء ذلك لتفتيت المفتَّت وتجزئة المجزَّأ.
أين نحن من المآسي التي هلت على شعوبنا ؟!!! ما الحل يا إخوة العروبة والدم، في هذه المعضلة الإنسانية التي يتكرر بها التأخر بحسم عذابات الشعوب لدرجة البعض وأنا منهم عندما تم احتلنا العراق كنت أتمنى الجني الأزرق يأتي ليخلصنا من احتلال همجي ذكرني بغزوات العرب لبعضهم البعض، حرق خيام بالية، ونساء تصرخ، وشباب ورجال يقتلون، ومن ثم يلقى
ارسال الخبر الى: