في مارس آذار الماضي أصدرت وزارة الداخلية العراقية أمرا بإبطال جواز سفر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض مصطفى محمد هجري دون الحديث عن أسباب القرار لكنه جاء بالتزامن مع الاتفاق العراقي الإيراني بشأن إبعاد المعارضة الإيرانية عن الشريط الحدودي بين البلدين والذي يبدو أن من نتائجه إسقاط جوازات عراقية منحت لإيرانيين معارضين وبدأ العراق يسحب جوازات سفر من إيرانيين معارضين في إطار الخطوات التصعيدية التي تبنتها الحكومة العراقية بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان شمالي البلاد للتضييق على المعارضة الإيرانية ونشاطاتها ضد النظام في طهران العراق يسحب جوازات سفر من إيرانيين معارضين وحصلت العربي الجديد الأسبوع الماضي على معلومات تشير إلى أن العراق يسحب جوازات سفر من إيرانيين معارضين إذ إن السلطات العراقية أسقطت إلى جانب جواز هجري عددا آخر من جوازات عراقية لشخصيات إيرانية كردية تبين أنها حصلت عليها من خلال دائرة الجوازات والأحوال المدنية في إقليم كردستان وبشكل غير قانوني ومنحت لهم لتسهيل تنقلهم وسفرهم وقال مسؤولان في وزارة الداخلية ببغداد لـالعربي الجديد إن الاستخبارات الإيرانية هي من أطلعت بغداد على القضية ولم يتم اكتشافها من قبل العراق كون صدور الجوازات العراقية لهذه الشخصيات تم بشكل رسمي وضمن مستندات وأوراق تم إصدارها لهم في إقليم كردستان حصل المعارضون الإيرانيون على الجوازات العراقية من دائرة الجوازات والأحوال المدنية في إقليم كردستان وبشكل غير قانوني وسبق أن نشرت وسائل إعلام إيرانية قريبة من الحرس الثوري تقارير تحدثت عن إسقاط الحكومة العراقية جوازات سفر ستة من الأعضاء الرئيسيين والمؤثرين في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في العراق وهم كل من محمد نظيف إبراهيم لطيف الله قادري شهريار إسماعيل إبراهيم ناهيد مهران حسام الدين كاوه رستم فتاح دارا خالص أحمد وطاهر خالد علي وبينما بدأ العراق يسحب جوازات سفر من إيرانيين معارضين تنشط القوى والأحزاب المعارضة للحكم في إيران في مناطق وبلدات الشريط العراقي الإيراني الحدودي وهي مناطق ذات تضاريس صعبة أبرزها مناطق جبال وقرى جومان وسيدكان وسوران وسيد صادق وخليفان وبالكايتي وقنديل وكويسنجق وحلبجة ورانيا ضمن إقليم كردستان شمالي أربيل وشرقي السليمانية وأبرز هذه القوى أحزاب حدك وكوملة وبيجاك إضافة إلى منظمة خبات ويعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعروف اختصارا باسم حدك أبرز القوى الإيرانية المعارضة المقربة من الحزب الحاكم في إقليم كردستان العراق الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني وأثار تزويد المعارضين الأجانب بالجوازات العراقية وتجنيس أعداد منهم حساسية مراقبين عراقيين وبحسب المعلومات التي توصلت إليها العربي الجديد فإن أطرافا سياسية في إقليم كردستان تتورط بقضية منح الجنسية العراقية لعشرات المعارضين الأكراد الإيرانيين خلال السنوات الماضية لأسباب مختلفة دون الرجوع إلى بغداد كما أن من بين الأفراد الذين حصلوا على الجنسية العراقية أكرادا سوريين يرتبطون بقوات سوريا الديمقراطية قسد وآخرين هم عناصر من حزب العمال الكردستاني وهذا يعود إلى وجود منظومة جوازات عراقية رسمية في الإقليم تتولى عملية الإصدار وترتبط أرقامها التسلسلية بوزارة الداخلية في بغداد أو من خلال استصدار هويات الأحوال المدنية لهم الاستخبارات الإيرانية أطلعت بغداد على القضية ولم يتم اكتشافها من قبل العراق ويعاني العراق من اضطراب السجلات المدنية المتعلقة بمدن إقليم كردستان وهذا عائد إلى فترة خروج محافظات الإقليم الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك عن سيطرة بغداد إبان نظام صدام حسين منذ عام 1991 ولغاية عام 2003 مع العلم أن القانون العراقي ينص على أن منح الجنسية العراقية لا يكون إلا بقرار من وزير الداخلية حصرا وهو ما ينطبق على منح جوازات عراقية ويعد هذا الملف أحد الإشكالات التي عادة ما تطرح خلال اللقاءات الأمنية والسياسية بين إقليم كردستان وتركيا وإيران وسط نفي أربيل الدائم لذلك قضية تزعج بغداد وفي فبراير شباط الماضي هاجم الوزير العراقي السابق عضو حزب الدعوة الإسلامية جاسم محمد جعفر حكومة إقليم كردستان لاستمرارها في ما وصفه بـسياسة احتواء الإرهابيين والمعارضين والمطلوبين للقضاء واعتبر أن منح معارضين إيرانيين جنسية وجوازات عراقية يعد مخالفا للدستور وقال محمد جعفر في تصريحات له إن مناطق إقليم كردستان أصبحت مرتعا للعناصر الإرهابية والجماعات المعارضة لدول الجوار وأن هناك لعبة جديدة من إدارة إقليم كردستان لجلب أكراد الدول المجاورة وتقديم التسهيلات اللازمة لهم وكانت بغداد وطهران قد وقعتا في 30 أغسطس آب الماضي اتفاقية أمنية تقضي بإنهاء معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان على الحدود مع إيران كما تقضي بإيقاف طهران عملياتها العسكرية داخل البلدات الحدودية العراقية وجاء هذا الاتفاق بعد تهديدات إيرانية بمهاجمة الإقليم العراقي بالصواريخ والأسلحة إذا لم تف بغداد بالتزاماتها بشأن الجماعات المسلحة وبالفعل شن الحرس الثوري الإيراني في سبتمبر أيلول الماضي هجوما بأكثر من 70 صاروخ أرض جو والعشرات من الطائرات المسيرة المفخخة على كردستان العراق استهدف مقرات متفرقة للإيرانيين المعارضين وبعد أن بدأ العراق يسحب جوازات سفر من إيرانيين معارضين يعلق سياسي كردي إيراني معارض في أربيل على الموضوع ويقول إنه معروف وقديم مضيفا أن شخصيات قيادية في أحزاب المعارضة الإيرانية الكردية حصلت على جوازات عراقية بهدف التنقل المريح بين بعض الدول أملا في الحصول على دعم مادي للنشاطات السياسية والإعلامية التي تقودها ضد إيران وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي نقل بغداد جميع مسلحي الجماعات الإيرانية الكردية المعارضة من مواقعهم في السليمانية وأربيل إلى مناطق بعيدة عن الحدود مع إيران كما أشار إلى أن قوات حرس الحدود العراقية والبيشمركة سيطرت على مواقع مسلحي المعارضة الإيرانية وأن السلطات العراقية تنقل المسلحين إلى مخيمات خاصة بعيدة عن الحدود من بين الذين حصلوا على الجنسية العراقية أكراد سوريون يرتبطون بقسد وآخرون من الكردستاني الناشط السياسي الكردي شاهو القرة داغي قال إن ملف تجنيس السوريين أو الإيرانيين في إقليم كردستان يعود إلى زمن النظام العراقي السابق الذي قام بتجنيس مجموعة منهم سواء لحصولهم على الاستحقاق القانوني أو لأسباب أخرى وأوضح القرة داغي لـالعربي الجديد أن الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني كلاهما قدما الجنسية العراقية وجوازات عراقية لشخصيات معينة سواء إيرانية أو سورية كردية ولكن حتى الآن لا يوجد إحصاء دقيق بأعداد الذين منحوا الجنسية والجوازات بسبب الغموض الذي يكتنف الموضوع ولفت القرة داغي إلى أنه في السابق كان بعض نواب البرلمان في إقليم كردستان قد أثاروا موضوع مشاركة الآلاف من عناصر قوات حسين يزدان بنا زعيم حزب الحرية الكردستاني الإيراني وقوات روز السورية في الانتخابات لصالح الديمقراطي الكردستاني ولكن لا أتصور أن أعداد المجنسين يمكن أن تؤثر كثيرا على المعادلة الانتخابية في الإقليم بل يمكن أن تضمن منافع مالية كالرواتب وامتيازات أخرى لهم دون أن يصل تأثيرهم إلى أبعد من ذلك