في اليوم العالمي لمناهضة العنف الجنسي ضد الأطفال بلادنا تبحث عن شفاء مؤجل وطفولة تستعيد حقها في الأمان كتب نور علي صمد
في كل عام يطل اليوم العالمي لمنع الاستغلال والانتهاكات والعنف الجنسي ضد الأطفال ليذكر العالم بأن براءة الطفولة ما زالت تنتهك وأن أصوات الصغار المقهورين ما زالت تطالب بالإنصاف والحماية والتعافي. غير أن وقع هذا اليوم في اليمن يبدو أشد وطأة، حيث تضاعف الحرب والفقر وانهيار المنظومة الاجتماعية من هشاشة الأطفال وتجعلهم أكثر عرضة لمختلف أشكال العنف وعلى رأسها العنف الجنسي.
لقد باتت الطفولة بلادنا اليوم تقف في مواجهة سلسلة طويلة من الأخطار بدءا من النزوح والتشرد، مرورا بالاستغلال والانتهاكات وصولًا إلى الصمت القاسي الذي يخنق الضحايا ويمنعهم من طلب النجدة. وفي كثير من الأحيان لا تخرج القصص إلى العلن خشية الوصمة أو العادات أو غياب منظومة قانونية واجتماعية قادرة على حماية الطفل والوقوف أمام الجاني.
حيث تكشف تقارير منظمات محلية ودولية عن تزايد مقلق في حالات الانتهاكات خصوصًا في بيئات النزوح والمناطق المهمشة. ومع ذلك يبقى الرقم الحقيقي أكبر بكثيرلأن معظم الحالات لا تبلغ ولأن الطفل الضحية الأضعف يترك غالبا لمصيره دون علاج نفسي أو محاسبة للجناة.
إن مكافحة العنف الجنسي ضد الأطفال لا تبدأ عند لحظة وقوع الجريمة فقط بل في جهود الوقاية والتوعية وفي توفير بيئات آمنة وفي سياسات تحمي الأطفال قبل أن يكونوا ضحايا. كما تشمل أيضا توفير خدمات التشافي النفسي والاجتماعي وهي خدمات ما تزال محدودة للغاية في بلادنا رغم الحاجة الماسة إليها.
فالطفل الذي يتعرض لانتهاك جنسي لا يفقد جزءا من طفولته فحسب بل تسرق منه الثقة بالحياة ويلقى في دوامة طويلة من الألم قد تمتد لسنوات.
ومن هنا تأتي أهمية إحياء هذا اليوم العالمي في اليمن ليس كشعار عابربل كصرخة جماعية تعيد التأكيد على أن حماية الأطفال ليست ترفا بل ضرورة لإنقاذ مستقبل بلد بأكمله.
لذا فإن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب شجاعة أخلاقية ووعيا مجتمعيا وتشريعات صارمة ودعمًا نفسيا متخصصا. كما تتطلب أن يمنح المجتمع للطفل المساحة الآمنة للبوح وللناجين فرصة التعافي دون خوف أو وصمة.
ففي هذا اليوم العالمي ينبغي أن نقف
ارسال الخبر الى: