اليوم العالمي لحقوق الانسان حين تتكلم الكرامة ويصغي العالم كتب دعاء هزاع الجابري

تؤكد التجربة الإنسانية عبر التاريخ أن كرامة الإنسان تأتي في مقدمة القيم التي تتأسس عليها المجتمعات السليمة ، إذ يولد الإنسان مكرما بحقوق أصيلة وهبها الله له لضمان حياته واستقراره وعيشه بسلام ، دون الانتقاص منها
أو المساس بها تحت أي ذريعة أو مسمى
وتشكل هذه الحقوق أساسا راسخا يقوم عليه كل ما يتعلق بحياة الفرد
بدءا بحقه في الحياة الآمنة ، مرورا بحقه في التعليم والعمل والصحة ،
ووصولا إلى حقوقه المالية والقانونية ، بما في ذلك مستحقاته الوظيفية وأحقيته في الميراث المكفول شرعا وغيرها من الحقوق التي قد يغيب
بعضها عن وعي شريحة من الناس رغم جوهرية وجودها
ولا يقف مفهوم الحقوق عند الأطر القانونية فحسب ، بل يمتد ليشمل احترام الإنسان في التعامل ، وحمايته من أي اعتداء لفظي أو جسدي ، وضمان تطبيق القوانين الدولية والوطنية التي تكفل له الحرية والعدالة والمساواة
فهذه القيم ليست مجرد مبادئ نظرية ، بل منظومة متكاملة تعد أساسا للاستقرار الاجتماعي والتنمية المستدامة ، وتتحمل الدول والمؤسسات والمجتمع المدني مسؤولية مشتركة في ترسيخها وضمان تطبيقها
ومن هذا المنطلق ، جاء اختيار الأمم المتحدة ليوم العاشر من ديسمبر
منذ عام 1948 ليكون اليوم العالمي لحقوق الإنسان من كل عام ،
باعتباره أحد أهم الإنجازات التي رسخت المبادئ الحقوقية على مستوى العالم
ومنذ ذلك التاريخ ، بات هذا اليوم حدثا سنويا عالميا يسلط فيه الضوء على أهمية حماية الحقوق الإنسانية بجميع أشكالها ، ويكرس لتقييم التقدم المحرز على مستوى الدول والمجتمعات ، ومراجعة التحديات القائمة ، وتعزيز الجهود المبذولة لضمان أن يعيش كل فرد حياة متكاملة قائمة على الكرامة والعدالة
ويحمل هذا اليوم بعدا توعويا كبيرا ، يهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية المطالبة بالحقوق والاستفادة من الأطر القانونية المتاحة ، باعتبار أن الحقوق لا تمنح فقط ، بل يجب أن تكون معروفة ، مفهومة ، ومستخدمة من قبل الأفراد أنفسهم ، كما ويفتح المجال أمام المؤسسات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات
ارسال الخبر الى: