العاصمة عدن في مواجهة المخدرات جهود أمنية مكثفة في مكافحة الخطر الخفي
43 مشاهدة

4مايو/تقرير خاص_مريم بارحمة
العاصمة عدن الصامدة اعتادت أن تكون عنوانًا للتعايش والنضال، تطفو على السطح معركة مختلفة، لا تُخاض بالمدافع أو البنادق، بل بالحذر والصبر والرصد الدقيق. في عدن، تسري المخدرات بهدوء، وتتمدد في الأحياء بين المراهقين والشباب، فتُهدد الأسرة، وتربك الاستقرار الاجتماعي، وتستهدف عصب المدينة ومستقبلها.
ليست المخدرات ظاهرة جديدة على المدن، لكنها في العاصمة عدن تكتسب طابعًا خاصًا، لأنها تتزامن مع ظروف اقتصادية ضاغطة، وبنية اجتماعية هشّة، ومحاولات ممنهجة لضرب الأمن عبر وسائل غير تقليدية. وفي المقابل، تقف الأجهزة الأمنية، وفي طليعتها وحدة مكافحة المخدرات، بثبات في ميدان مواجهة غير مرئي، عنوانه: ضبط، متابعة، واستباق.
-في قلب الأحياء نشاط آخذ بالاتساع
في السنوات الأخيرة، بدأت الأجهزة الأمنية ترصد تحركات مشبوهة في أحياء متفرقة داخل عدن. في البداية بدت الأمور فردية ومبعثرة، ثم ما لبثت أن أخذت شكلًا أكثر تنظيمًا. تحركات تُشير إلى وجود محاولات لخلق بيئة رواج لمواد مخدرة متعددة، تتدرج من الحشيش التقليدي إلى المواد الكيميائية الأكثر فتكًا.
في عمق تلك المناطق، بات واضحًا أن بعض الفئات، خصوصًا في الفئات العمرية بين 16 و25 عامًا، تتعرض لمحاولات استهداف متعمدة، تستغل الواقع الاقتصادي الصعب، وانهيار الرقابة الأسرية، وفقدان التوازن التعليمي. انتشار المواد المخدرة لم يعد مقتصرًا على الشوارع أو الزوايا المعتمة، بل تسلل إلى ساحات التعليم، والمقاهي، وبعض التجمعات الشبابية.
-تغيّر طبيعة الترويج وتطور أدواته
ما يُصعّب المواجهة الأمنية هو تطور أدوات الترويج. لم تعد المخدرات تُباع في طرق بدائية، بل باتت تدخل إلى المدينة محمولة في شحنات مغلّفة، أو مموّهة داخل مواد غذائية، أو حتى في أغلفة أدوية. وقد رصدت عمليات تهريب عبر المنافذ البرية والبحرية، تُدار من جهات تسعى لتغذية السوق المحلي بمواد مشبوهة مستوردة، بعضها غير معروف حتى في الأسواق المحلية.
لم يكن أمام الجهات الأمنية سوى رفع مستوى التأهب، والعمل على تتبع الخيوط التي تقود إلى مصادر التوزيع. وخلال الفترة الأخيرة، أسفرت عدد من العمليات عن ضبط كميات كبيرة من الحبوب المخدرة، ومواد كيميائية
ارسال الخبر الى: