العاصمة العربية الأولى التي تطرد الملالي احمد عبدالملك المقرمي
٩٨ مشاهدة
لم تخف إيران غرورها و تبجحها المجاهر حين تم الغدر بالعاصمة صنعاء في 21من شهر أيلول الأسود من العام 2014 فراح أشقاها يعلن بعنجهية ها هي العاصمة العربية الرابعة تسقط في أيدينا كان هذا التصريح المقتضب و المتعجرف يعطي رسائل و معان كثيرة فمن تلك الرســـائل و المعاني أن إيران لا تمثل مسماها الجمهورية الإسلامية إذ أن من أبسط حقوق هذا الزعم ألا يصدر عنها مثل هذا التصريح فالهوية الإسلامية يفترض أنها هوية جامعة لا تسمح بالتطاول من شقيق على شقيقه حتى مع علم الجميع بالأعمال العدائية التي مارستها ــ ولاتزال تمارسها ــ إيران على اليمن لكن الملالي تسكنهم أحقاد تاريخية قديمة من العـرب منذ أن أسقطوا إمبراطورية فارس و لأن إيران كانت قد أخذت في التمدد على حساب العرب في بيروت و بغداد و دمشق ــ حينهاــ فقد أسكرها نشوة الغرور فذهبت إلى ذلك التصـــــريح الذي لم تراع فيه حتى مشــاعر مليشياتها من أبناء تلك العواصم الذين اتخذتهم سخريا و الأبعد من ذلك أنه كان تصريحا يحمل في طياته تهديدا لكل العواصم العربية و أن هناك بقية تتبع فهذه الرابعة بمعنى أنها تتربص بخامسة و سادسة الخ كان هناك ما يجعل إيران تذهب ذلك المدى البعيد في الغرور فما كان يبدو على السطح هو أن ثمة تفاهم ما جرى بين طهران و واشنطن منذ أن أتاحت الأخيرة الفرصة للملالي أن يتغلغل نفوذهم في العراق و لكي تبقى إيران تمثل دور الفزاعة في المنطقة حتى و إن استثمر دورها غيرها فيكفيها من الإدارة الأمريكية الفتاة و الرضا لتصرفاتها التي يجب ألا تتجاوز المنطقة المحددة و كان هذا أحد أسباب انتفاشة الغرور أما السبب الآخر فإن إيران حظيت بجيران هم ــ في الأصل ــ محل استهدافها و مع ذلك فقد ساعدوها على تحقيق بعض أغراضها بفرقتهم و اختلافهم و سياسة المناكفات البائسة حين فاخر الملالي بسقوط العــــاصمة العــربية الرابعة في أيديهم شعر المواطن العــربي أن ذلك تحديا صارخا يوجب يقظة الأمة و وضع حد لهذا المشروع الخبيث ربما كان لسان حال بعض العواصم العربية برأس أخي و لا برأسي و هو بالمناسبة حـــــال قصــير الأمد فما وقع برأس أخيك سيكون رأسك المستهدف التالي لولا متغيرات الطوفان التي عصفت بكل المخططات المشبوهة و كل أجندات العالم لم تطل انتفاشة الأكاسرة في طهران برغم صفقات مشبوهة لأحداث دموية بارزة يضع فيها المراقبون السيــاسيون إيران كأحــــد أهم الأطـــــراف المشبوهة في جملة أحــداث شهدتها المنطقة توخـــــــت من ورائها إيـران أن يترسخ حضــــورهـا و يحظى مشروعهــا بمزيــــد من الفـــرص في المنطقة إلا أن انتصار الثورة السورية زلزل المشروع الإيراني و زعزع أركانه منزلا به هزيمة استراتيجية مدمرة و بأسرع مما كان متوقعا كان المشروع الإيراني يبسط نفوذه فيما عرف بالهــــــلال الشيعي و يضع قدميه على الشــــاطئ الشرقي للبحر للأبيض المتوسط بل و يضع النفوذ الشيعي على بوابة تركيـــا و هو هدف تمليه الخلفية الصفوية و يعـــــــززه العــداء التاريخي الضارب منذ أن تحـالف الصفويون في إيران مع دول أوروبية لضـــرب الدولة العثمـــــانية حيث كانت اوروبـا تسعى لوقف التوسع العثماني في القارة الأوروبية و كان الصفويون يبذلون جهودا كبــــيرة لإسقــــاط المشروع السني الذي كانت الدولة العثمانية على رأسه و لذلك تحالفوا ــ في القرن السابع عشر الميلادي ــ مع البرتغاليين الذين وضعوا أسطولهم البحري في خدمة الصفويين و وثقوا علاقاتهم مع البـابا و إمبراطورية النمسا و ملك البرتغال لمواجهة الدولة العثمانية و ذلك في وقت كانت الخــــــلافة العثمانية تطرق أبواب فيينا عــاصمة النمسا مشكلة طهــــــران أنها لا تريد أن تنطلق أو تعيش في إطار محيطها العربي و الإسلامي و إنما تضع نفسها في إطار الفلك الأوروبي مجــاهرة حقدها على العـــــرب الذي لا تخفيه من مناهجها التعليمية و كيف تصور العربي في منــاهجها بأسـوأ الصور و تفاخر في مناهجها بأنها وقفت ضد العرب دفاعا عن هويتهافي مراحل عدة و كما لم تكن إيران تحلم بأن يكون لها ذلك النفوذ الواسع والسريع في سوريا الذي قادها للإطلالة على البحر الأبيض المتوسط كذلك لم تكن تتوقع أن تتحطم آمالها و تخرج من سوريا بهزيمة استراتيجية ثقيلة بوقت أسرع لم تخسر إيران سوريا فحسب بل هزمت هزيمة استراتيجية كبيرة هي أثقل عليها من الهزيمة التي ستأتيها من العراق