العار اسما آخر للتاريخ

٤١ مشاهدة
لاجئون أداروا ظهورهم للزمنحملوا حياتهم في أكياس وانطلقوا بعيداكانوا شعب التراب تنعموا بثمار أرضكدحوا كي ينبتوا بذورهم فيها ليغذوا أطفالهم جيدا حين رحلواوضعوا قبضة تراب في جيوبهم تركوا خلفهم أرضا عشقوهاتذكروا آنية فخاريةأراضي كنست جيداأيام عمل في ضوء الشمسأبوابا صنعوها من خشب صلبرائحة اللوز في الريحصوت إطلاق النار في الليلنوافذ حطمتها قنابل يدوية عرفوا طرق الجنودذكريات الأحذية الموحلةطعم الجلد على أسنانهم أطفالا ماتوا دون أن يعلموا أبداأجسادا اشتعلت في مهودهاودفنت في قبور مرتجلة كانوا اللاجئين والمحرومين والمذمومين أمهات الضائعين والراحلين آباء الذين بترت أعضاؤهمضحايا حرب أخرىإبادة جماعية أخرى مجنونة كانوا ملوك السنغاليهود ألمانيا وبولونياكانوا أبناء تواموبنات النكبةالقبائل التي أبيدت في وونديد ني كانوا من اختفوا وصلبوا غواتيماليين هاربينآلاف الموتى في بابي ياروعربا رموا جانبا وطردوا من فلسطينالتي ولدوا فيها وحيث قال المسيح طوبى للرحماء لأنهم يرحمون لكن ما من أحد يرحم اللاجئين هنا على الأرض قذفوا خارج التاريخأجبروا على الرحيل وهربوامن نبوخذ نصر ونتنياهو من الرئيس الأميركي الثالث والأربعين وبن غفيرمن هيملر وهنري كيسنجر وعيدي أمين قتلة كل من لا يصدون الوحش قتلة كل من أفلتوا الجنون من عقاله على سانيتاغووفورت بيلو وإل موزونتي وشاتيلا وساند هيل ماذا بوسعنا أن نقول أكثر فالقائمة تطولنشعر حيالها بالعارتدين الجشع القاتل وسفك الدماءتكشف ذبح الأبرياءتورط بايدن السيئإرهابيين من الأنواع كلها هناك أبناء وبنات تحت المطريحملون جرحى على ظهورهمخارجين من مدن تحترق من الأنقاض الدموية لوارسو ودريسدن ونانكينغ وغزة إنهم اللاجئون المذمومون والمحرومونلا تكترثوا بيأسهمفما من شيء ينقصهم هناك سوى الطعام والماء والدواء والمأوىسوى حيواتهم المسروقة وخرافهم المذبوحةسوى جبنتهم وخبزهم وتينهمسوى حدائقهم الجميلة وأمواتهم الذين لا يحصى لهم عدد قبل النكبة لم تكن الأرض خاليةولا الصحراء قاحلةأزهرت فيها أشجار ليمون ونخيل كان الهواء نقيا وله طعم البحر لم تكن هناك وفرة في النقود لكن كان ثمة عدس في الإناء وبرتقال حلو المذاق وعسل للخبزماء للشرب وطعام للأكلولم يكن هناك جيش إسرائيلي يقتل الناس في كل مكان لم تكن هناك جثث في الشوارعولا بشر غير مرئيينكانوا ما يزالون أحياءعاشوا حياتهم وزرعوا أرضهمارتدت الريح وجوههموكان للطقس أثره على جلودهم ولدت عظامهم من الشمس والملحاشتغلوا في الحرارتاحوا في الظلاجتمعوا عند البئررقصوا حول النارعاشوا إلى أن ماتوااحتلوا موقعهم الصحيح في الزمنولم يكن هناك جيش إسرائيلي يقتل الناس في كل مكان ولد الأطفال في العالم وعاشواذهبوا إلى مدارسهم وظلوا أحياءلعبوا في الخارج وظلوا أحياءناموا في الليل وظلوا أحياءنهضوا في الفجر وظلوا أحياء منحهم آباؤهم الحبوأمهاتهم الطمأنينة كانت الشمس تحكم أيام القيظوالأرض تغنيحين يثمر شجر الزيتون بقدوم الربيع لم تكن الحياة عادلة دوماوالجمال لا يكف عن الهرب كانت هناك أسباب للمعاناةوأخرى للأمل كان البدين يسير مع النحيف جنبا إلى جنبوالمرء ينضح عرقا من العملوللحياة إيقاعها كانت المنازل تضج بالضحكاتوللحزن موسيقاهوفي الأرض حرية كان للناس صوتولم يكن هناك جيش إسرائيلي يقتل الناس في كل مكان لم يكن الأطفال أهدافالم تكن الصحراء بوراكانت الأرض خصبة وصلبة كان ثمة أسباب للفرحومناظر حري بأن ترى كانت هناك متعة ملموسةوهدايا تهدى وكان من الممكن للناس أن يعيشواومن السهل أن يحبوا كانت هناك أسباب للإيمان لم يكن هناك جيش إسرائيلي يقتل الناس في كل مكان قبل النكبةكانت الشوارع آمنة تضج بالحياة لم يكن هناك دخان يحجب الشمسوالأيام مكرسة للعمل واللعب وكان القمر يزور بلداتهم ليلايحسب الوقت بنجوم بعيدة كالفردوسقريبة كفلسطينحين كانت فلسطين لهمولم يكن القتل يحدث في كل مكان يحسب الوقت بنجوم بعيدة كالفردوس قريبة كفلسطين فلسطين من المكان الذي أقف فيه أرى تلال فلسطينتلتهب وتحمر ليلا من المكان الذي أسكن فيه أرى الأرض المقدسةتدنس بين الأنقاض دون أخلاقيدمرها وحش الجشع أرى شعب لغة عريقةمن نسل موهوب باركته الكرامة والنعمة يجبر على الفرار إلى أمكنة لا تصل إليها صلوات البشريدفع على طريق النار أو يرمى كي يموتتحت أنقاض أعمالنا المشوهة والملطخة بالدم من المكان الذي أعيش فيه أسمع صوت الأسىتحت المطر والزمهريرينشج حيث تموت أشجار الزيتونعمياء في ريح تلتهبحيث ينقب عن جثث المفقودين والأطفال عن موتى مدفونين عن الحطام المتناثر لجرائمنا نسمع صوتا ينادينامن داخل الموسيقى والكتبمن الجمال والبراريمن الأساطير القديمة ومستودع المعرفة القديمةيتحدث معنا عن اللطفإذا لم نصغ إلى ندائه سنضيعونتلاشى السماء تعج الليلة بالمسيرات القاتلةفوق هضاب فلسطينالأسلحة القاتلةمجهزة ومتعطشةلقتل من يعرفون أن كل نفس يدخل رئاتهم قد يكون الأخير نحن أطفال النهايةنصنع الانتحار ونسميه الناتج القومي الإجمالينحن تائهون وحمقى عالقون في الداخلمسافرون يموتون على طرف طريقتتناثر عليه الآن أشلاء أطفال صغار جدا لم يستطيعوا الجريوكبار في السن انتهكت كرامتهم إذا كنتم تؤمنون بأي نوع من أنواع الصلواتتعرفون أن هناك طريقة أفضل داخل الصوت الذي يناديناصادحا بجمال العتمةبهدوء مرحب في الريحبإيقاع صامت في الأغنيةوترنيمة للأشياء التي نحبها كلهابعذوبة حتى في التلفوحكمة مؤلمة في حقنا بمعرفةأن العار اسم آخر للتاريخ إنه صوت النعمة البشريةيحسب حساب فضيلتنايحترق خارج نطاق الحرارةيزأر ضد نتانة الحربوإحساسنا الفاشل بالرقةوالمطالب الكريهة للإبادة الجماعية إنه الصوت داخل الريحيبعث الإيمانأينما طلعت الأزهار ضد الجفافأو سافر النائمون في الليلكي يحلموا خارج هذا العقل السائدبأيام قادمة أفضل ما قاله موسيقي فلسطيني عن الشمس والعود في يده قال لا توجد طريقة لفصل المعاناة عن النعمة إذا لماذا يجب أن نهجر الجمال في وجه الخوف قال حان الوقت كي ننتبه بدقة إلىالريح وهي تدفع العالم الأوسع كي يتحدث معنا عن الانسجام قال نتذكر كلنا الآننهارات الدمار ليالي اللهبعهد الرعب الذي نتمرد عليه بالتناغم وصوت عميق جدا يتعذر فهمهلكنه عذب بما يكفي لتشريفالأحياء والأموات قال يختبئ المخلص في عقلنافي موضعبين الألحان التي نولدهاكي نحتفي بالرغبة قال لا يوجد زعماء في هذا الفردوس من الحرفة الطائشة والمتطلبةلا عار في الجمال القبيحأو عرين الضحك الصاخب في الصالة المضاءة بسطوع ثمة تعرف جامح ومفاجئلحقنا في البحث عن الطعام في خرائب التاريخكي نصوغ من القلق هناءكي نرفل في نعيم العقلحيث حبات الزيتون في مائها المملحوأشجار الأرز تتمايل في الريحهذا وحدهسيعلمنا كيف نمتطي صهوة أمنياتنا ونعود إلى فلسطين قال نعود اليومبألحان عريقةكي نبين كيف يمتزج الميراثبالكرامة والمعاناةكي ننقذ المهد في أغنيتناكي نتقاسم الجمال في الأمكنة كلهاونسافر في الزمن القديمكي نفهم لماذاستشرق الشمس على كل أرضويأتي الناس حاملين الهدايا في أيديهمبقلوب حية وأذهان مبتهجةلشفاء الأسرار الجريحة من الأنقاض الدموية لوارسو ودريسدن ونانكينغ وغزة رسالة روميو الأخيرة يا جولييت الغالية إسرائيل تقصف غزة مرة أخرىتدمر المستشفيات والمدارس الأرض ترتجف من صرخات الجرحىالأطفال يدفنون تحت الركام ويستحيل العثور عليهم ها هي أسماؤنا المشهورة تتلاشىفيما نموت هنانحن شعب فلسطينالمصمم على مواصلة الحياة الشعب الذي يحب الأرض والشمسالذي أجبره التاريخ والمصيرعلى السفر عبر الكارثةوجرائم إسرائيلوالقبضة المهلكة للإبادة الجماعية أيتها الصديقة الحبيبة ربما أنا وأنت ما زلنا صغيرين جدا لا نفهملماذا يتخلى العالم عناولماذا يخوننا الغربولماذا الشمال العالمي يتبنى الإبادة الجماعيةلكن هنا في غزة حيث لا يتوقف القصف أبدالن نكون أنا وأنت صغيرين بما يكفي كي لا نقتل قد لا نلتقي مرة أخرى يا جولييت لكن من المركز النازفلهذا الحصار المتواصلأرى قمر الصحراءالذي أضاء الطريق لصلاح الدينيعلو فوق شوارع فلسطينفوق الأحياء والأمواتيعبر كسفينة بيضاء شاحبةعبر وجه الفردوس والنجوم الزرقاء التي لا تنسى تهويدة الملجأ الأخيرة من أشد الأماكن أماناحدقنا بهم من خلال نقاط الشاشة الضوئية الصغيرة والدخانبدوا كأفضل أطفال في العالمومكتملين إلى حد كبير لم يكونوا مشاكسين أو غريبي الأطوار أو متعبين الليلة كانوا مسالمين وهادئين وقريبين إلى القلب لم يبكوا من أجل الحليب لم يتوسلوا من أجل الطعام ويطالبوا باللعبلم يبكوا من أجل الماء أو الزبدة أو الخبزكان سلوكهم رائعا وبدوا في غاية العذوبة ثم أطلقنا صرخة مفاجئة حين أدركنا أنهم موتى هؤلاء هم أطفال فلسطينلم يعودوا قادرين على التذمرمن حياة عاشوها جاء القتلة كي يدفنوهم في قبورهمحيث لن يبكوا مرة أخرى أبداكي يوقظوا آباءهم وأمهاتهم في الليل لن يسمح لهم أبدا أن يسيئوا التصرفأو أن يطاردوا الريح مرة أخرى أن يخالفوا قاعدة أو يهربوا من درسأن يتحدثوا معنا عن السعادةأن يسيروا إلى المدرسة لوحدهم أو مع صديق عزيزأن يكذبوا كذبة بيضاء أو اثنتينأن يضحكوا بصوت مرتفعأو أن يخجلوا ويمتنعوا عن الكلامأن يقبلوا أن يشتاقوا لفتاة أن يتمنوا أمنيةأن يلعبوا لعبة الأحمقأو يتعلموا فن الكوميدياأن يتوقوا إلى الله مع كل نفسويكتبوا أنشودة للفردوس أن يعشقوا الشخص المناسب مرةأو أن يتساءلوا لماذا ذبحوافي مهودهمولم يدعوا للحياة أبدا وولدوا كي يموتوا فحسب ترجمة عن الإنكليزية أسامة إسبر بطاقة KOS KOSTMAYER روائي ومسرحي وشاعر أميركي مقيم في نيويورك صدر له عدد من الروايات عن دار سيسيرو بوكس منها رواية فارغو بيرنز التي ترجمت إلى العربية وصدرت عن دار خطوط وظلال عام 2022 حصل على جائزة دائرة نقاد المسرح لأفضل مسرحية كذلك حصل على جائزة المسرح التجريبي وجائزة الجمعية المسرحية الأميركية وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات تصدر له قريبا رواية بعنوان سياسة اللامكان ومجموعة شعرية بعنوان فلسطين اخترنا منها القصائد المنشورة هنا وهي تستلهم الفاجعة الفلسطينية في غزة وتدين حرب الإبادة الصهيونية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح