عن الظهور الأخير لـ عبدالملك الحوثي و نصيحته للرئيس السوري أحمد الشرع

في خطابه الأخير، ظهر الكاهن #عبدالملك_الحوثي متقمصًا دور الحكيم الإقليمي، ناصحًا الحكومة السورية بضرورة التعامل بطريقة مختلفة، وبمزيد من المرونة والوعي، مع الداخل السوري، لا سيما مع المسلحين الدروز والأقلية العلوية، حتى لا تمنح إسرائيل ذريعةً للتدخل.
كأنه يقول لدمشق: تحلَّي بالرحمة والمرونة التي تعاملتُ بها مع الشيخ المُسن صالح حنتوس وزوجته في اليمن!
في نظر السلالة وتنظيمها العسكري، لم يكن الشيخ فردًا فحسب، كان اليمن كله في صورة شيخ يمني لم ينكسر.
رأته باعتباره تمثيلًا مكثفًا لليمن الذي لم يُروَّض، وللشعب الذي ما زالت فيه بقية كرامة. أُعدم الشيخ بدم سلالي بارد، لمجرّد أنه أصرّ على تدريس القرآن كما عرفه، لا كما أرادته الملازم الحوثية.
اغتالوه بتلك الطريقة الوحشية، لا لأنه يشكّل خطرًا ماديًّا، بل لأنه، في نظرهم، اليمن ذاته، واليمن، كما تعرفه السلالة، هو الخطر الأكبر.
تتجلّى السلالة المعادية للشعب في أوضح صورها: الخطر لا يأتي من الخارج، إنما من الداخل، من الشعب الذي لا يمكن التحكم فيه. من يمن لا يركع للإمامة.
الكاهن عبد الملك الحوثي، الذي يطالب #سوريا بـالمرونة في تعاملها مع الداخل، لم يرَ في الشيخ حنتوس وعائلته سوى تهديد أمني وغطاء للعدوان الإسرائيلي.
وجّه الحوثي نصيحته للسوريين من أنقاض البلد التي دمّرها. الداخل هو عدو السلالة. يتحرّك زعيمها بوصفه متحدّثًا باسم حقٍّ إلهيٍّ مُتخيَّل، وبدافع العرق والاصطفاء السلالي، ويرى في الأكثرية اليمنية، أبناء القبائل والطبقات الوسطى والمزارعين وحتى الصامتين، مجرّد أدوات قابلة للتطويع أو الإبادة. لم تكن حرب العصابة الحوثية ضد الخارج، كانت ضد الجمهورية اليمنية ذاتها.
في فكر السلالة الفاشية، لا تعني الأمة الشعب اليمني الكبير والمتنوع، إنما السلالة الهاشمية النقية. الأكثرية اليمنية ليست سوى مجاميع من المنافقين والدواعش والعملاء والكفار والتكفيريين.
لا يتعامل الحوثي مع اليمنيين كشعب له حقوق ومطالب وكرامة، بقدر ما يعتبرهم أعداء يجب إذلالهم، وتطهيرهم من هويتهم، وإعادة تشكيلهم وفق الهوية الإيمانية التي يبتكرها تبعا لحاجاته السلالية، وأوهامه الطائفية، وعقيدته الإجرامية.
اعتماد الحوثي للعنف والإجرام والإبادة ضد الداخل لم
ارسال الخبر الى: