الطيران السوري المتهالك نحو الخصخصة وسط معاناة من الخسائر

٣٨ مشاهدة
يبدو أن وقت قطاع الطيران المدني في سورية قد حان عليه دور الخصخصة بعد الخسائر المتتالية والعقوبات الطويلة ويأتي ذلك في ظل تاريخ من ضياع الشركات السورية الحكومية الكبرى يعيد نفسه عبر تأجير لعقود طويلة الأمد كما حدث لميناء طرطوس الذي أجره نظام بشار الأسد لروسيا لمدة 49 سنة قابلة للتجديد أو خصخصة قطاع الاتصالات الخليوية بعد مسرحية عقد الـB O T أو حتى القطاعات التي كانت محرمة مثل النفط والفوسفات والكهرباء ويتزامن ذلك الاتجاه نحو خصخصة هذا القطاع الحيوي مع إعادة علاقات الجوار مع نظام بشار الأسد وعودة رحلات طيران مباشرة بين سورية ودول عربية عودة شركة إيلوما وفي هذا السياق يلاحظ مراقبون عودة الحديث عن دور شركة إيلوما الخاصة كمخلص لبنى وتجهيزات الطيران بل وشراء ما يرفد الأسطول المتهالك بعد تغييبها عقب الترخيص لها في 24 نوفمبر من عام 2022 وعادت الشركة هذه الفترة بجدول أعمال يتعدى الخدمات واستثمار مطار دمشق الدولي أكبر المطارات السورية ويصل الطرح حاليا إلى خصخصة قطاع الطيران المدني أو تعهيد إدارته للشركة الجديدة كما يقول العامل الأسبق في قطاع الطيران حسين محمد بهدف الالتفاف على العقوبات الدولية من جهة وتشغيل أموال القصر الرئاسي من جهة أخرى لأن الشركة تعود للمكتب الاقتصادي في القصر الرئاسي تم ترخيصها بأسماء علي محمد ديب ورزان نزار حميرة وراميا حمدان ديب وهم في الواقع يعملون لدى مشغل أموال عائلة الأسد ويقول محمد خلال تصريح خاص لـالعربي الجديد إن قرار الترخيص لشركة إيلوما المساهمة المغلقة نص على إدارة واستثمار المنشآت العاملة في قطاع السياحة وخدمة المطارات ولكن بعد تشكيل لجنة برئاسة وزير النقل وعضوية مدير مؤسسة الطيران تم منح الشركة الخاصة عقد استثمار وتشغيل مؤسسة الخطوط الجوية السورية من خلال تخصيصها لإدارة واستثمار المنشآت التي تعمل في مجال السياحة وخدمات المطارات ودخول المناقصات والمزايدات مع القطاع العام وشراء الأسهم والحصص في جميع الشركات المشاركة أو المساهمة في تأسيسها أو الاشتراك في إدارتها ويضيف محمد أنه بعد إحالة الموضوع لهيئة تخطيط الدولة ومن ثم عرضه على مجلس التشاركية صدر قرار بمنح الشركة الخاصة مهام تطوير الخطوط الجوية من خلال شراء وصيانة الطائرات والمحركات وقطع التبديل والوصول بأسطول الطائرات إلى 20 طائرة وتتضمن الخطة ضخ استثمارات قدرها 300 مليون دولار خلال 20 عاما وحول بقاء مؤسسة الطيران الحكومية وحصتها من العقد يلفت العامل السابق بمطار دمشق إلى أن الخصخصة تتم على مراحل فحتى الآن يتم الحديث عن حصول مؤسسة الطيران الحكومية على نسبة 20 من إجمالي الإيرادات خلال مدة العقد البالغة 20 سنة ولكن التاريخ يعيد نفسه فكما حصل في شركتي الخليوي ودخولهما على نظام B 0 T أي بناء وتشغيل وإعادة يعاد اليوم مع قطاع الطيران مع اختلاف أن عقد الخليوي أعطي لقطاع جديد في حين الطيران يوجد له أصول ثابتة وطائرات وكادر وفروع داخل سورية وخارجها وفي هذا السياق قالت مصادر إعلامية من دمشق منتصف الأسبوع الجاري إن العقد الموقع بين السورية للطيران وشركة إيلوما السورية والذي يشمل الإدارة والتطوير والاستثمار بحجم استثمار يصل إلى 300 مليون دولار سيبدأ تنفيذه خلال 60 يوما من تاريخ التوقيع الذي تم قبل حوالي أسبوعين لتزيد عدد طائرات الأسطول إلى 20 طائرة بنهاية مدة الاستثمار المحددة بـ20 عاما إضافة لإنشاء مطبخ جديد بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 آلاف وجبة يوميا وتجهيز مركز تدريب وفق المعايير الدولية ويشير موقع بزنس تو بزنس من دمشق نقلا عن مصادر وصفها بالمطلعة إلى أن الأجور ستزيد لكافة العاملين في شركة الطيران بنسبة 100 مع رواتب مميزة لطاقم الطائرة تبدأ من 6000 دولار بينما الحد الأدنى لرواتب الفنيين والمهندسين 1500 دولار أما راتب الموظف الإداري سيصل إلى 400 دولار وعامل تحميل الحقائب والسائق تتراوح رواتبهم ما بين 160 و250 دولارا خطة ابتلاع قطاع الطيران ولم يبتعد العميد المنشق عن النظام السوري أحمد رحال في تحليله إذ يرى أن الالتفاف على العقوبات الدولية على مؤسسة الطيران السورية هو الهدف الأبرز فضلا عن استثمار أموال بشار الأسد من خلال يسار إبراهيم وعلي نجيب إبراهيم كما تم في قطاع الخليوي عبر رامي مخلوف قبل مصادرة الشركتين وسيطرة القصر الرئاسي عليهما ويرى رحال خلال حديثه لـالعربي الجديد أن الطيران ورغم قدم الطائرات والعقوبات الدولية إلا أنه قطاع حكومي يراد ابتلاعه من قبل واجهات اقتصادية تتبع لبشار الأسد جماعة القصر ويتساءل رحال عن الخبرة التي يمتلكها مرخصو شركة إيلوما معتبرا أنها شركة وهمية لسرقة هذا القطاع قبل بيعه وخصخصته ربما للخارج كاشفا لـالعربي الجديد أن أسطول الطيران المدني في سورية يضم تسع طائرات قديمة معظمها غير جاهزة بل ولا يمكن أن تطير لساعات طويلة بسبب قدمها وعدم التعمير والإصلاح بسبب العقوبات المفروضة وإهمال هذا القطاع ونوه إلى أن البلاد التي تستقبل الطائرات السورية اليوم تخالف العقوبات الدولية وربما السكوت عنها اليوم لأسباب سياسية ولكن يمكن معاقبتها في أي وقت ويقول الاقتصادي السوري محمد حاج بكري لـالعربي الجديد قريبا ستبدأ شركة إيلوما في العمل بمرافق مطار دمشق الدولي بعد أن ذهبت إدارة السورية للطيران إليها وثمة خطة أعلنتها الشركة تخص تنفيذ الأعمال وخدمات النقل الجوي والركاب إضافة إلى شراء واستثمار الطائرات ويبين حاج بكري أنه بعد الترخيص للشركة وافقت وزارة التجارة في دمشق بالإجماع على تعديل غاية الشركة بعد أن قدمت إيلوما خطتها الاستثمارية وأضاف من اختصاصاتها شراء وصيانة الطائرات والمحركات وقطع التبديل والوصول بالأسطول إلى 20 طائرة ورفع قدرة العمليات الأرضية لخدمة أكثر من 25 ألف رحلة سنويا لجميع النواقل الوطنية والأجنبية ومن الأهداف رفع عدد الركاب إلى أكثر من ثلاثة ملايين راكب سنويا وتأهيل مركز الصيانة لتقديم خدمات الصيانة وعمليات التعمير وتأهيل مركز التدريب وإضافة جهاز محاكاة الطيران لتدريب الطيارين السوريين والأجانب وحول توقعاته بمصير العمالة في المؤسسة الحكومية يشير حاج بكري إلى أن العقد ينص على التأهيل والتدريب وعدم التسريح ورفع الأجور وتعويضات الاختصاص كما في الشركات المماثلة عربيا ودوليا ولكن يشك حاج بكري في ذلك لأن المؤسسة اليوم تعاني من عمالة فائضة سواء في فروعها داخل القطر أو في المكاتب الإقليمية ويختم الاقتصادي السوري أنه بصرف النظر عن مدى تنفيذ بنود العقد على الأرض إلا أننا أمام أمرين مهمين الأول هو احتكار إن لم نقل اليوم خصخصة هذا القطاع الحيوي والثاني أن الاستثمار مضمون الربح إضافة إلى أنه قطاع محرض يرتبط بالسياحة والتصدير والاستثمار ولا يختص بنقل الركاب فقط جرد الممتلكات وتنقل مصادر خاصة من العاصمة السورية دمشق لـالعربي الجديد أن عمليات تسليم الإدارة والعمل للشركة الخاصة سيكون قريبا جدا لأن مؤسسة الطيران الحكومية تقوم حسب المصادر بجرد كافة ما تمتلكه من الطائرات العاملة وغير العاملة القابلة للإصلاح وقطع الغيار ومستودعات ومحركات والآليات المستخدمة لصيانة الطائرات وأثاث على أن يتم إنجاز العمل خلال شهر ونسبت المصادر من دمشق إلى مدير الخطوط السورية السابق مصعب أرسلان قوله إن الخطوط الجوية السورية لا يمكن أن تستمر ولا يجب أن تستمر بوضعها الحالي وتكشف المصادر لـالعربي الجديد أن السعودية أبلغت أخيرا الجانب السوري بنيتها إعادة طائرتي الركاب من نوع بوينغ 747 الموجودتين في السعودية منذ عام 2010 بعد أن احتجزتهما المملكة بسبب توتر العلاقات بعد الثورة عام 2011 ولكن في المقابل نفت المؤسسة السورية للطيران إعادة طائرتي بوينغ 747 التابعتين لها والمحتجزتين في السعودية منذ 13 عاما إلى مطار دمشق الدولي وتأسست شركة الخطوط الجوية السورية عام 1946 بطائرتين مروحيتين من طراز سيسنامستير وبدأت بتسيير رحلات بين المطارات السورية في محافظات دمشق وحلب ودير الزور ثم القامشلي وفي عام 1961 تم تغيير اسمها إلى مؤسسة الطيران العربية السورية لتقدم خدماتها لأكثر من 48 وجهة في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا فضلا عن الرحلات الداخلية داخل سورية لكن المؤسسة بدأت بتراجع خدماتها وعائداتها منذ فرضت الولايات المتحدة الأميركية عام 2004 عقوبات على القطاع بتهمة دعم الإرهاب ونقل جهاديين إلى العراق الأمر الذي شل القطاع بسبب منع استيراد الطائرات وقطع الغيار أو حتى تعمير وصيانة الطائرات إن كانت الشركة المعمرة أميركية أو للولايات المتحدة حصة فيها وأما بعد الثورة السورية عام 2011 وفرض العقوبات العربية والأوروبية والأميركية فقد تدهور هذا القطاع ثم بعد توقف لنحو عشر سنوات استؤنفت أخيرا رحلات جوية تجارية منتظمة بين سورية وعدة دول عربية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح