الطوفان والطوفان المضاد صحوة المتصهين العربي

٥٣ مشاهدة
المطلوب من الفلسطينيين في غزة أن يكونوا دجاجا في حظيرة لا يصيحون ولا يقاومون إذا ما طلبوا للذبح كي لا يغضب من بيده السكين ويحصد رقاب الجميع المطلوب من الشعب أن يستهجن فعل المقاومة ويتوب عنه ثم يلعن المقاومين ويتبرأ منهم ويرفض اعتبارهم جزءا من نسيجه كما مطلوب من المقاومين ألا يكونوا وسط الأهل والجيران والمجتمع وأن يعلنوا أنهم ليسوا من هذا المجتمع وأنهم هبطوا عليه بالمظلات أو خرجوا من كهوف التاريخ أو استجلبتهم من خارج هذه الأرض قوى شريرة ووضعتهم عنوة في قلب هذا المجتمع مطلوب من هذا المجتمع أن يكون صحراء جدباء لا تنبت فيها المقاومة وأن تموت الرجولة فيه فلا تنجب نساؤه مقاومين حتى يرضى عنه الصهيوني الإسرائيلي الأميركي والمتصهين العربي وخدام الصهينة والتصهين في كل مكان مطلوب من محمد الضيف ويحيى السنوار أن يعترفا بأنهما ليسا فلسطينيين من أهل غزة وأن يعترفا بأصولهما البولندية أو السوفييتية أو الكرواتية كما مطلوب من غزة أن تعلن للعالم المتحضر أنها عاقر بلا رحم لم ولا ولن تصلح للإنجاب وأنها تقبل بأن يقضي كل كلب عقور وكل ذئب مسعور حاجته منها كلما مر بها المعروض على غزة منذ سنوات ويشتد الحصار المفروض عليها من إسرائيل ومن الليكوديين العرب للتسليم به الآن إما الرضوخ لتعيين سلطة فلسطينية تتخلى عن فكرة المقاومة وتسقطها من حسابات الفعل وردات الفعل أو فسحق غزة وتدميرها وإبادة شعبها مستمر في ظروف شديدة البؤس تتسابق فيها العواصم العربية في خدمة إسرائيل وأنت تطالع عداد الشهداء المتحرك بسرعة عقرب الثواني في ساعة قديمة وتتأمل في جثث الأطفال المحترقة مقطعة الأجزاء حيث أكثر من 300 شهيد في ساعات من الواجب أن تكون على علم بالأجواء السياسية التي وقعت فيها المذابح في مواصي خانيونس إذ جاءت بعد مفاوضات الوفود الأمنية الإسرائيلية المتقاطرة على القاهرة والدوحة خلال أيام الأسبوع الفائت وضمت رؤساء الأجهزة الأمنية الصهيونية ذات الصلة بتخطيط عمليات الاستهداف والإغارة على قطاع غزة من الشمال عند بيت لاهيا وجباليا إلى الجنوب حيث رفح وخانيونس مرورا بالوسط إذ ركزت المفاوضات بحسب المعلن في الإعلامين الصهيوني والعالمي على مناقشة إحكام الخناق على المقاومة ومنع وصول السلاح إليها ومحاصرة قياداتها في قطاع غزة كما جرى في القاهرة الخميس الماضي استكمالا لمفاوضات سبقتها يومي الاثنين والثلاثاء في القاهرة أيضا بين رئيس الشاباك رونان بار ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه وليام بيرنز وكبير مستشاري الرئيس بايدن بريت ماكغورك ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل الشاهد أن المذبحة تمت بعد انتعاش جهود الوساطة القطرية المصرية الأميركية وتدفق الوفود الأمنية الإسرائيلية على العاصمتين العربيتين بحثا عن صفقات تهدئة أو هدنة يريدها الرئيس الأميركي الشائخ فوق مقعده جو بايدن ويطلبها كلما شعر بتضاؤل فرصه في الاحتفاظ بمنصبه هنا يثور سؤال منطقي من أين هذه الثقة الساذجة في أن المسؤول الأمني الصهيوني المتخصص بالجانب المعلوماتي في تنفيذ العمليات الإجرامية التي تقوم بها الآلة العسكرية الإسرائيلية يمكن أن يكون طرفا وشريكا في مفاوضات الوسطاء من أجل التوصل إلى صفقة تتسلى بها الإدارة الأميركية وما الذي يضمن ألا تكون المناقشات المطولة التي يجريها قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مفيدة في المستوى المعلوماتي لصانع قرار تنفيذ الجرائم الصهيونية ضد قادة المقاومة كما في آخر عملية استهدفت القائد العسكري لها محمد الضيف ونائبه ولماذا لا يجرب العرب أن يكونوا أوفياء لفكرة حق الشعب الفلسطيني في مقاومة العدو مثلما هم أوفياء حتى النخاع لمشروع الوساطة التي صرح مصدران رسميان من الجانب المصري بشأنها لوكالة رويترز أمس بأن إسرائيل ليس لديها نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق وأن سلوك المفاوضين الإسرائيليين يكشف عن عدم اتفاق داخلي أسقطت مذبحة الأيام الثلاثة الفائتة ورقة التوت الأخيرة عن ذلك الكيان المغروس في لحم فلسطين الحي بالقوة والرغبة الإسرائيلية والذي يسمى السلطة الفلسطينية المقاومة الفلسطيني وانطلقت تنهش في لحم الضحايا برعاية الإعلام العربي الليكودي وحفاوته عبر مداخلات مسعورة للناطقين باسم هذه السلطة الذين تفوقوا على إيتمار بن غفير في العداء والكراهية للمقاومة أو من خلال بيان رسمي تقول فقرة منه ورغم إدراكنا أن دولة الاحتلال لا تحتاج إلى مبررات وذرائع لتنفيذ جرائمها في حق شعبنا إلا أنها في الوقت نفسه تستفيد من أي ذريعة تجدها لتبرير ما ترتكبه من جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية بحجة أنها تدافع عن نفسها ما يجعل أي جهة تقدم الذرائع لها شريكا في تحمل المسؤولية عما يلحق بشعبنا من مآس ونكبات على يد قوات الاحتلال وتعتبر الرئاسة حركة حماس بتهربها من الوحدة الوطنية وتقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال شريكا في تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة بكل ما تتسبب به من معاناة ودمار وقتل لشعبنا هذا النوع من الفحيح الرسمي الصادر عن سلطة محمود عباس التي تتصور أنها ستظفر بموافقة الاحتلال الصهيوني على أن تحكم غزة بعد أن ينتهي من تدميرها يتدحرج بتكثيف مصنوع بإحكام من قنوات عربية تجاهر بالعداء للمقاومة إلى غابات السوشيال ميديا حيث طوفان من التحبيط والتثبيط يحاول جرف الذات العربية إلى التصهين روحا وعقلا من خلال نص واحد تردده قطعان من المتربصين بفكرة المقاومة أصلا يحملها المسؤولية عن مأساة الشعب الفلسطيني في غزة وكأنها كانت قطعة من سويسرا قبل طوفان الأقصى أو كأن العدوان الهمجي لم يكن يزورها بانتظام كل عامين على الأكثر ليقتل ويدمر ويبيد قاومت أم لم تقاوم هذا الطوفان المضاد من الحرب النفسية أخطر على العرب وفلسطين من العدوان العسكري الذي يشنه الكيان الصهيوني على غزة منذ تسعة أشهر كانت كافية لولادة جيل جديد يمتلك وعيا سليما يصحح تاريخ القضية الفلسطينية في مستوى العالم كله

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح