الطوائف الدينية بين السعي للسلطة وانتظار المخلص

40 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

«من قال إن محمداً قد مات ضربت عنقه»، عبارة شهيرة قالها خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب، عندما انتشر خبر موت نبي الإسلام عليه السلام، مؤكداً أن النبي إنما ذهب للقاء ربه، كما ذهب موسى وسيعود. وكان من حسن حظ المسلمين أن عمر أفاق من الصدمة، وأيقن أن النبي قد مات، دون أن تتشكل عقيدة دينية، حول «رجعة النبي»، كما نرى بالنسبة لغيره من شخصيات التاريخ البارزة.
وذات مساء خرج الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله في جولة ليلية اختفى بعدها في مصير مجهول، الروايات التاريخية تقول إن أخته دبرت اغتياله، لأسباب شخصية، وأنه ألقي القبض على قاتله، لكن أتباعه كان لهم تفسير مغاير: «لقد دخل مرحلة الغيبة، وسيعود مرة أخرى»، ولا تزال بعض الطوائف الدينية تتحدث عن مجرد «غيبة الحاكم» له وتنتظر «رجعته»، رغم ثبوت اغتياله، والعثور على ملابسه ملطخة بالدم.
أما قسطنطين الحادي عشر، آخر أباطرة بيزنطة الذي خسر عاصمة الإمبراطورية لصالح السلطان العثماني محمد الفاتح فقد هجم بعدد من جنوده في محاولة يائسة لصد العثمانيين، وزعم بعض المسيحيين أن الله أرسل ملكاً من السماء فأنقذ الإمبراطور من الموت، وأنه سيعود يوماً، لاسترداد مدينته وإمبراطوريته، ما يعكس تعلق الناس بنسج الأساطير، والتعلق بالآمال.
يأتي خبر الموت صاعقاً، ولكي لا يصعق متلقيه يلجأ اللاوعي – بتكتيك نفسي – إلى عدم تصديق الخبر، إنه مجرد كابوس وسيسفر الصباح عن وجه من نحب حياً، لم يمت، ويستمر تلاعب اللاوعي في تصوير المسألة على أساس أنها «غيبة» لن تطول للغائب الذي سيعود، لاستكمال أداء مهمة الخلاص، بعد تحول «الغيبة والخلاص» إلى عقيدة دينية مقدسة، تُغيب العقل والمنطق، وتتغول حتى تنفي الحقائق الواضحة، في عمليات تعويض سيكولوجي يتم من خلالها التخفيف من وقع مصيبة الموت والفقد والواقع البائس.
وقديماً، وعلى هامش الهزائم العسكرية والتراجع السياسي للفرع العلوي، لصالح الفرع العباسي من الأسرة الهاشمية التي أقامت الدولة العباسية تشكلت فكرة «غيبة» طفل صغير لم يتجاوز الخامسة من العمر، قيل إنه ولد وغاب، ويعتقد ملايين الشيعة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح