الطلاب الفلسطينيون في كوبا بزمن الحرب الإسرائيلية على غزة
٣٢ مشاهدة
على بعد عشرة آلاف كيلومتر من قطاع غزة المحاصر والمستهدف بحرب إسرائيلية مدمرة يتابع الطلاب الفلسطينيون في كوبا دراسة الطب فيما تعاني عائلاتهم في القطاع المنكوب من بين هؤلاء الشابة الفلسطينية سمر الغول في سنتها الجامعية الثانية في حين أن عائلتها تختبر أزمة إنسانية كبرى في غزة وتعيش سمر البالغة من العمر 21 عاما مع ستة طلاب آخرين في سكن جامعي في هافانا وتقر بأنها تشعر منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 برغبة كبيرة في العودة إلى كنف عائلتها وهي تتحدث عن والدتها وشقيقتها وشقيقيها الذين ما زالوا في قطاع غزة تقول الطالبة الفلسطينية إن من الأسهل بالنسبة إلي أن أكون معهم بدلا من أن تراودني كل تلك الأفكار وكذلك الأسئلة ماذا يشربون ويأكلون وأين ينامون يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يمضي في انتهاكاته التي تختلف طبيعتها والتي تصب كلها في إطار حرب الإبادة الجماعية وتتذكر سمر ما قالته لها والدتها في أحد الاتصالات القليلة بينهما نفتخر بك نفتخر بأن يكون لنا شخص في خارج غزة يدرس الطب والشابة الفلسطينية واحدة من بين 247 طالبا فلسطينيا من بينهم 75 من قطاع غزة يتابعون دراسة الطب في كوبا من خلال منح حكومية بحسب ما تفيد الأرقام التي قدمها السفير الفلسطيني لدى هافانا أكرم سمحان لوكالة فرانس برس وتخصص الجزيرة منحا دراسية كثيرة للطلاب الأجانب وفي هذا الإطار تابع نحو 1500 فلسطيني تعليمهم على حساب الدولة الكوبية من بينهم عدد كبير من الأطباء منذ عام 1974 وفقا للسفير سمحان وتخبر سمر وكالة فرانس برس أن عائلتها في شمال قطاع غزة اضطرت إلى النزوح مرات عدة هربا من القصف وهي حاليا في مدينة دير البلح في وسط القطاع يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمضي في تهجير الفلسطينيين في كل أنحاء القطاع منذ الأيام الأولى من حربها على غزة المتواصلة منذ أكثر من ثمانية أشهر وتشير الطالبة الفلسطينية وهي تتكلم بالإسبانية بعدما استفادت مثل جميع الطلاب الأجانب من برنامج مكثف لتعلم اللغة عند وصولها إلى كوبا في عام 2022 إلى أن أفراد عائلتها يرسلون لها عبر تطبيق واتساب رسائل تفيد بأنهم بخير لكن لا أعرف متى سوف أتلقى مزيدا من الأخبار ولا تخفي سمر أنها كانت تعاني من الاكتئاب لكنها استعادت قواها وهدفها الآن إلى جانب دراستها الدفاع عن القضية الفلسطينية الطلاب الفلسطينيون في كوبا تأثروا اقتصاديا من جراء الحرب بدوره يتابع الطالب الفلسطيني مطيع المعشر البالغ من العمر 24 عاما دراسة الطب في كوبا يقول لوكالة فرانس برس إنه من رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة وإنه يحاول مع أصدقائه الفلسطينيين العودة إلى الحياة الطبيعية من أجل التخفيف من التوتر الذي يشعر به يضيف لكن الأمر ليس سهلا مشيرا إلى أن بمجرد أن تمسك هاتفك تردك الأخبار ويخبر مطيع بأنه في إحدى المرات الأخيرة التي تحدث فيها مع والدته كانت حزينة جدا لافتا إلى أن في مطلع مايو أيار الماضي قتل عدد كبير من أقربائي في قصف استهدف رفح يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت في ذلك الحين عمليتها العسكرية في رفح الأمر الذي أدى إلى نزوح نحو مليون فلسطيني من المنطقة الواقعة عند الحدود مع مصر والتي كانت تؤوي أكثر من نصف سكان قطاع غزة الذين هجروا إليها إلى جانب أهلها الأصليين من جهة أخرى تأثر هؤلاء الطلاب الفلسطينيون في كوبا اقتصاديا إذ إنهم ما عادوا يتلقون المال من ذويهم في القطاع ويوضح السفير الفلسطيني لدى هافانا أنه أطلق حملة تبرع بالتعاون مع منظمات فلسطينية تتخذ من الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى مقرات لها وذلك في محاولة لـحل مشكلاتهم جزئيا ووسط هذه الأجواء الصعبة يقول الطلاب الفلسطينيون في كوبا إنهم تابعوا بدهشة الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في الأشهر الأخيرة من الولايات المتحدة الأميركية وعمت أوروبا وأميركا اللاتينية ودولا عديدة أخرى في العالم فتقول سمر ظننا أننا وحدنا ندافع عن القضية الفلسطينية لكن ما يفعله الطلاب المحتجون غير نظرتنا إلى العالم الخارجي أما مطيع فيؤكد أنا فخور جدا لرؤية طلاب يرفعون صوتهم في كل أنحاء العالم نصرة للفلسطينيين ومن بين الطلاب الفلسطينيين في كوبا محمد رفعت المصري البالغ من العمر 26 عاما الذي يخبر وكالة فرانس برس أنه فقد تسعة من أفراد عائلته في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ويشير محمد إلى أنه ابن سائق سيارة إسعاف في غزة وهو يعلم جيدا أن القطاع في حاجة ماسة إلى الأطباء والشاب الفلسطيني الذي يتابع سنته الجامعية الأخيرة ينوي بعد تخرجه قريبا الانضمام إلى الطاقم الطبي في قطاع غزة غير أنه لا يعرف متى سوف يتمكن من العودة إلى الوطن أو كيف سوف يتدبر ثمن بطاقة السفر إليه فرانس برس العربي الجديد