الطاقة الشمسية تحيي آمال يمنيين بإنعاش الأراضي الزراعية وترشيد الإنفاق

في مرتفعات محافظة إب، جنوب العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بات عشرات الآلاف من السكان يعانون من نقص مستمر في المياه، نتيجة غلاء الوقود، وتغير المناخ، في مشهد يعكس أزمة معيشية تتفاقم عاماً بعد عام.
ففي مديرية النادرة شرقي المحافظة، تصلبت التربة نتيجة انحباس الأمطار لعدة أشهر، وتشققت التلال والجبال التي لطالما عُرفت بخضرتها، فيما تراكمت أوعية المياه الفارغة على أبواب المنازل في انتظار ما لا يأتي.
ولطالما اعتمد السكان على الديزل لضخ المياه، لكن منذ توقّف رواتب الموظفين العموميين أواخر 2016، تحوّلت عملية توفير الوقود إلى عبء شبه مستحيل، وهو ما انعكس على تدفق المياه في الأنابيب.
ومع ارتفاع كلفة ملء الخزان إلى نحو 24 دولاراً أسبوعياً، أصبحت المفاضلة بين الماء والغذاء خياراً قاسياً تفرضه الظروف.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 17 مليون يمني لا يحصلون على مياه شرب آمنة، ولا خدمات صرف صحي ملائمة. وفي المجتمعات الريفية -مثل مديرية النادرة- لم يعد الأمر مجرد صعوبة في الوصول للمياه، بل بات مرتبطاً بسوء التغذية، وانتشار الأمراض، وتأزم الأوضاع الاجتماعية.
ويقول عبد الجليل، وهو أحد السكان المحليين: «كلما ندرت المياه، تصاعد الإحباط. كنا نخشى من انهيار الناس. فالماء يوحّدهم، ونقصه يفرّقهم».
حلول الطاقة الشمسية
واستجابةً للأزمة، تدخلت المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع السلطات المحلية لتزويد شبكة المياه في المديرية بالطاقة الشمسية. ويقول جبران وهو متطوع مجتمعي: «لأول مرة، أصبح لدينا مصدر طاقة لا يمكن لأحد احتكاره».
ولم يكن التحول مجرد بديل فني، بل فتح أبواباً لحياة مختلفة، فهناك ساعات تشغيل أطول، وانخفاض كبير في التكاليف، واستمرارية في تدفق المياه حتى في ظل انقطاع الوقود، بينما كان السكان في السابق يضطرون لتقنين استخدام المياه يومياً.
وتتماشى هذه المبادرة مع أولويات اليمن في مجالات المياه والصحة العامة، فبجانب تقليل الاعتماد على الوقود، ساهم المشروع في تحسين حياة النساء والفتيات اللواتي كُنّ يقضين ساعات يومياً لجمع المياه. كما أعاد الأمل للمزارعين في إنعاش أراضيهم، وخفّف من إنفاق الأسر على الأدوية.
ويخدم المشروع
ارسال الخبر الى: