الطابور الخامس

41 مشاهدة

بقلم/ احمد الشاوش
كنا نسمع بالامس عن طوابير خفيفة وأزمات نادرة سرعان ما تدق الجهات المسؤولة جرس الانذار نزولاً عند قياس الرأي العام واستجابة لاصوات ومطالب الناس ويتم معالجتها من اعلى هرم الدولة الى اسفلها ، لان الدولة لا تريد ان تشوه صورتها والحكومة تصبح مسخرة ومجلس النواب محل انتقاد امام المواطن وتحاول تلك الجهات ان تمتص غضبه.
كما ان الدولة والحكومة ومؤسساتها لا تريد أن تعطي فرصة للطابور الخامس او تفتح جبهة اعلامية مع المعارضة وكان كل وزير يهتز من نشر لقطة سريعة او علامة استفهام أو مقالة أو مناقشة في مقيل قات او خطبة جمعة في مسجد أرض جو ، بينما الناس اليوم تموت من الجوع وارتفاع الاسعار وصناعة الازمات والبطالة والمسؤول اليوم خارج اطار التغطية .. لا حس ولاخبر ودقدق لك حجر صوووورع..
كنا نسمع عن الطابور المدرسي وطابور القائد وطوابير الغاز والبترول والديزل والدقيق والقمح وطوابير الاحوال المدنية ومجرد لقطة في صحيفة الثورة الرسمية او خبر في الصحف الحزبية والاهلية تقوم القيامة وتسارع الدولة عبر مؤسساتها الى سرعة ضبط الامور وحل الازمات وكسر الاحتكار وعودة كل شيء الى ما كان عليه.
اليوم تزاوجت السلطة مع المال والثعالب مع الطواهش وتحول المسؤلون والمشرفون وصناع الازمات الى رجال اعمال ، ورجال الاعمال الى شركا في السلطة ووكلاء للشرق والغرب وعلى عينك يامواطن .
عشنا طوابير عاقل الحارة للحصول على دبة غاز وطابور الحلاق ليلة العيد والجزار قبل العيد وطوابير الشهداء والمقابر والاموات وطوابير المتسولين في الاسواق والمولات والمساجد والجولات وعلى أبواب التجار والمنظمات الدولية حتى تحولت الى ثقافة .
اليوم لم تعد هناك دولة الطوابير وطوابير الدولة بعد ان تم رفع الاسعار في كل شيء ، ولم تعد هناك زحمة ودلكمة ومداهفة وصياح ونزق وبواسير ومضرابة واسعافات أولية بعد ان فلس المواطن وأصبح على الحديدة ، لان الحكومة وصلت الى ماتريد والمواطن وصل الى قناعة تامة بدفع المبلغ الذي يريده تجار السياسة والازمات والجملة والتجزئة والفرادي دون رقيب.

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح