سبتمبر الضوء يمحي ظلمة الغسق موسى المقطري

56 مشاهدة
وجاء عيد 26سبتمبر شامخا كعادته يجرف في طريقة كل عتمة طمحت الإمامة القديمة والحديثة إلى إدامتها في حياة اليمنيين فكان الصباح السبتمبري أقوى من عتمتهم وأقدر على ازاحتها من طريق الحالمين بغد أجمل ولأن عتمة الإمامة ودولتها كانت شرا محضا فقد فرح اليمنيون حين أشرقت شمس ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المباركة ولازال الفرح ساريا والبهجة حاضرة كلما عادت هذه الذكرى التي كانت تحولا شاملا وكاملا أيقض أمة كانت مدفونة في هوة سحيقة لا ترى ضوء ولا تسمع صوتا حل صباح 26سبتمبر ليشكل مطلعا للنور وعاصفة ثورية تبدد خيوط ظلام الإمامة التي كانت ترى البلاد ملكا خالصا لها والشعب عبيدا يعملون تحت سلطتها وأمرها فاهتزت جبال وسهول اليمن فرحا بالثورة ولازالت تعيش ذلك الشعور حتى اليوم وأضحت الثورة قدرا محتوما رسمته دماء الأبطال الذين اختاروا طريق الحرية بما فيه من تضحيات فسطروا الدرس الأهم وهو أن الحرية لا تمنح لمن يرضى بالدنية والكرامة لا تصان إلا بدماء الأحرار وحين يثور اليمني فإنما يثور بثقل التاريخ ووهج الحضارة فلا يقف أمامه طاغ ولا يرده متجبر لقد كانت الإمامة لعنة سوداء أرادت أن يظل اليمني قاعدا على ركبتيه وأن تطفئ في قلبه شعلة الحضارة التي أضاءت الدنيا يوما بملوك سبأ وحضارة حمير فجاءت ثورة 26سبتمبر لتجتث تلك اللعنة من جذورها وتعيد لليمن هويته المضيئة ولتقول بصوت جهوري أن اليمنيين لا يقبلون الضيم ولا يساومون على الحرية ولازال هذا ديدنهم كلما حاولت الإمامة أن تطل برأسها من جديد حين أشرق نور 26سبتمبر تبددت الإمامة لكنها بقت متربصة بالجمهورية واختفت في بعض تفاصيلها واليوم تحاول العودة من جديد لكن أحفاد الثوار تلقفوا الراية ولم يفرطوا بها وأكدوا للإمامة الجديدة أن الثورة ليست حدثا عابرا أو تاريخا يطوى مع صحائف الأعوام بل هو روح تسري في الشرايين والفجر الذي تلاشت بطلته ليل الإمامة البغيض لايمكن عكسه أو التخلي عنه ونوره لايزال ساطعا تحمله همم الرجال الذين ظلوا يهتفون للحرية ويحافظون على انجازات 26سبتمبر والتي كانت إعلانا بأن هذه الأرض التي يحاول الإماميون اليوم كسر شوكتها قد أقسمت ألا تركع إلا لله بهى فجرك يا 26سبتمبر حين يعود كل عام فيتجدد في أرواحنا الثائرة حنين الأجداد وتشتعل في نفوسنا جذوة الوفاء لدماء الشهداء ولا نحتفى به يوما واحدا بل كلما هبت نسائم الحرية وكلما استذكرنا الدرس الأهم الذي تعلمناه من صباحك السبتمبري وهو أن الكرامة لا تستعطى والسيادة لا تهدى ومن ذاق طعم الحرية لا يقبل العبودية أبدا وهذا عهد متجدد وميثاق لا يسقط بالتقادم لأنه خط بمداد التضحية ورسمت ملامحه دماء الشهداء ورفع على سارية المجد ليبقى خفاقا ما بقيت السماء كل 26سبتمبر وانتم بألف خير

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح