خطير جدا لبنان بين نار الضغوط الأميركية وسيف الوصاية السورية نزع سلاح حزب الله شرط لإنقاذ السيادة والإعمار
متابعات خاصة – المساء برس|
في سياق سياسي متوتر، تمارس الولايات المتحدة ضغوطا متزايدة على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، في خطوة تفسر على نطاق واسع بأنها استجابة مباشرة للمطالب الإسرائيلية، وليست مجرد مساع لإرساء الاستقرار في لبنان.
المبعوث الأميركي الخاص، توم باراك، حمل إلى بيروت ورقة سياسية أمنية تشترط نزع سلاح الحزب مقابل وعود بإعادة الإعمار ووقف الغارات الإسرائيلية، وهو ما اعتبره مراقبون ابتزازا سياسيا يهدف إلى تفكيك قوة المقاومة اللبنانية تحت غطاء الإصلاحات.
الضغوط الأميركية تتزامن مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، واحتلال خمس تلال استراتيجية، ما يعزز قناعة حزب الله بأن واشنطن تغطي العدوان الإسرائيلي وتستخدم ملف السلاح كورقة تفاوض لصالح تل أبيب.
السلطات اللبنانية، رغم تقديمها وثيقة تدعو لحصر السلاح بيد الدولة، لم تلتزم بجدول زمني، وسط رفض واضح من حزب الله لأي تنازل في ظل استمرار الاحتلال، حيث أكد نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، أن “من غير المقبول التخلي عن عناصر القوة الوطنية في ظل استمرار العدوان”، في رد مباشر على الضغوط الأميركية والإسرائيلية.
الواقع السياسي في بيروت يكشف أن واشنطن لا تسعى فقط إلى نزع السلاح، بل إلى إعادة تشكيل التوازنات الداخلية بما يخدم مصالح إسرائيل، ما يثير مخاوف من تفجير الساحة اللبنانية إذا استمرت الضغوط دون ضمانات حقيقية للسيادة والردع.
وفي خضم هذه الضغوط الأميركية المتصاعدة، يبرز تهديد سياسي خطير يتجاوز مجرد نزع سلاح حزب الله، إذ لوح المبعوث الأميركي توم باراك بإمكانية عودة لبنان إلى بلاد الشام، في إشارة واضحة إلى فقدان لبنان لسيادته واستقلاله، وتحوله إلى ساحة نفوذ مباشر للإدارة السورية الجديدة التي بدأت تفرض حضورها الإقليمي بدعم أمريكي بعد سقوط نظام الأسد.
وبينما تواصل واشنطن ربط أي دعم اقتصادي أو إعادة إعمار بنزع سلاح حزب الله، فإن هذا التلويح بإعادة لبنان إلى مربع التبعية الإقليمية يعد أخطر ما حملته التصريحات الأميركية، ويكشف أن المعركة لم تعد فقط على السلاح، بل على هوية لبنان السياسية ومصيره السيادي.
ارسال الخبر الى: