الصين تسعى لتحسين العلاقات مع أستراليا عبر دبلوماسية الباندا
٣٣ مشاهدة
قام رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ اليوم الأحد بجولة في أستراليا على حقول الكرمة المخصصة لإنتاج النبيذ الذي أزالت بكين عقوباتها التجارية عن صادراته كما أعلن لي عن إعارة دبي باندا عملاقين إضافيين في تجسيد لإعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين وتناولت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ ولي تشيانغ الغداء في مصنع نبيذ بأديلايد يعود إلى القرن التاسع عشر ومن المقرر أن يجتمع لي لاحقا مع مزارعي النبيذ في ولاية جنوب أستراليا الذين طاولتهم العقوبات الصينية المفروضة في 2021 قبل رفعها في 2022 كما يتضمن برنامج زيارته التي بدأها أمس السبت منجما لليثيوم في غرب أستراليا قبل أن يلتقي غدا الاثنين نظيره الأسترالي أنتوني ألبانيز لبحث عدة مواضيع شائكة منها حقوق الإنسان ونفوذ الصين في المحيط الهادئ والسلوك الذي يوصف بأنه خطير للجيش الصيني في المنطقة وقال لي في بيان لدى وصوله أمس السبت لقد أثبت التاريخ أن الاحترام المتبادل والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة مع وضع الخلافات جانبا والتعاون ذا الفائدة المتبادلة هي تجربة قيمة في تنمية العلاقات الصينية الأسترالية ومن المقرر أن يزور لي البرلمان الأسترالي الاثنين حيث سيقام حفل استقبال كبير له وفي إطار دبلوماسية الباندا التي تنتهجها بكين والتي ترسل بموجبها حيواناتها الأليفة عبر العالم لتحسين علاقاتها الدبلوماسية استهل لي زيارته الرسمية لأستراليا الأحد بجولة في حديقة الحيوانات في أديلايد بجنوب البلاد وتشكل دبلوماسية الباندا بالنسبة إلى الصين إحدى أدوات استراتيجية القوة الناعمة الهادفة إلى تعزيز نفوذها وتأثيرها في العلاقات الدولية وتتجسد هذه الاستراتيجية في توقيع بكين مع حدائق حيوانات دول أخرى اتفاقات تعيرها بموجبها حيوانات باندا على أن تعيد إليها هذه الحدائق بعد بضع سنوات صغار الباندا التي قد تنجبها الحيوانات المعارة بغية ضمها إلى برنامج التربية في الصين إلا أن حيواني الباندا العملاقين الموجودين في حديقة أديلايد لم ينجبا بعد صغارا فيما ينتهي هذه السنة اتفاق إعارتهما لكانبيرا ولاحظ لي تشيانغ في حديقة الحيوانات في أديلايد أن وانغ وانغ وفو ني بعيدان منذ 15 عاما عن المكان الذي ينتميان إليه ورجح أن يكونا افتقداه كثيرا مشيرا إلى أنهما سيعودان بالتالي إلى الصين قبل نهاية السنة وأضاف لكن ما يمكنني قوله هو أننا سنوفر في أقرب وقت ممكن زوجا جديدا من الباندا الجميلة والساحرة والرائعة موضحا أن بكين ستقدم إلى كانبيرا قائمة بالحيوانات التي ترشحها للإعارة بدأت العلاقة بين أستراليا والصين بالتدهور في 2018 عندما استبعدت كانبيرا مجموعة هواوي العملاقة من شبكة الجيل الخامس لخدمة الإنترنت فائقة السرعة لمبررات أمنية وبعد ذلك في 2020 دعت أستراليا إلى تحقيق دولي في منشأ كوفيد 19 في خطوة اعتبرتها الصين مدفوعة سياسيا وفرضت بكين ردا على ذلك قيودا تجارية على مجموعة من الصادرات الأسترالية تشمل الشعير ولحم البقر والنبيذ بينما أوقفت وارداتها من الفحم أستراليا صديقة من جديد وتحسنت العلاقات الاقتصادية بين البلدين منذ تولت حكومة ألبانيز السلطة في عام 2022 واعتمدت نهجا دبلوماسيا أكثر ليونة تجاه بكين وتم تدريجيا إلغاء هذه القيود مع إصلاح العلاقة رغم أن القيود ما زالت قائمة على صادرات النبيذ الأسترالية إلا أن الكركند لا يزال أحد المنتجات القليلة الخاضعة للعقوبات التجارية ويأمل مربوه أن يعيد لي فتح السوق الصينية أمام صادراتهم وقالت ميليسا كونلي تيلر العضو الفخري في المعهد الآسيوي التابع لجامعة ملبورن لـفرانس برس إن أستراليا شهدت فترة طويلة من الجمود لم يكن من الممكن خلالها إجراء أي محادثات رسمية مع الصين وأضافت أنه من المنتظر أن تبعث زيارة لي برسالة جديدة مفادها بأن أستراليا تعتبر من جديد دولة صديقة وليست معادية وغير ودية كما كنا عليه خلال تلك السنوات التي شهدت أقصى قدر من التوتر وتعد الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا مع 30 من صادراتها وبلغ حجم التبادل التجاري 327 مليار دولار أسترالي حوالى 202 مليار يورو في عام 2023 فرانس برس