الصين تقلب المعادلة كيف هزمت بكين واشنطن في الحرب التجارية
تحولت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، التي بدأت عام 2018 بخلاف على الرسوم الجمركية، إلى سباق نفوذ اقتصادي واسع تقوده بكين على موارد الصناعة الحديثة. فخلال سبع سنوات من التصعيد، أثبتت الصين، بحسب بلومبيرغ أنها الطرف القادر على إعادة تعريف أدوات القوة التجارية، من خلال السيطرة على المواد الخام التي يقوم عليها الاقتصاد الرقمي العالمي، وفي مقدمتها عناصر الأرض النادرة والمعادن الحيوية التي تعد أساس الصناعات التكنولوجية والعسكرية. وقالت فورين بوليسي إن النظام الاقتصادي في بكين يدرك أن التجارة ليست مجرد تبادل سلعي، بل أداة استراتيجية لإدارة القوة والتأثير، ولذلك واصلت الصين بناء منظومة اقتصادية متكاملة تسمح لها بالتحكم في إيقاع الأسواق العالمية دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة.
وتظهر بيانات وزارة التجارة الأميركية أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 660 مليار دولار عام 2024، ما يعكس استمرار اعتماد واشنطن على الواردات الصينية لتشغيل قطاعاتها الصناعية الحساسة، من الشرائح الإلكترونية إلى البطاريات الكهربائية. غير أن بكين، وفقاً لـبلومبيرغ، حولت هذا الاعتماد إلى نفوذ صامت، لكنه فعال، مكنها من الحفاظ على موقعها مورداً لا يمكن الاستغناء عنه في الصناعات العالمية الحيوية، رغم العقوبات والرسوم التي فرضتها واشنطن.
بكين تمسك بمفتاح الصناعة العالمية
وباتت الصين لاعباً محورياً في سلاسل الإمداد الصناعية العالمية بفضل سيطرتها شبه الكاملة على معالجة عناصر الأرض النادرة. فبحسب تحليل صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، تصل نسبة معالجة هذه المعادن داخل الصين إلى نحو 90 في المائة من المعالجة العالمية، ما يمنح بكين قدرة فائقة على التأثير في الأسواق والصناعات الحساسة دون اللجوء إلى مواجهات تجارية مباشرة.
واستخدمت الصين هذه الموارد أداةَ ضغط منذ وقت مبكر، بحسب مركز الدراسات الاقتصادية الأوروبي (CEPR)، فقد قيدت الصادرات في أزمات مع اليابان عام 2010 ومع الولايات المتحدة عام 2019، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2025، أعلنت وزارة التجارة الصينية توسيع القيود على تصدير المعادن النادرة لتشمل الغاليوم والجرمانيوم والجرافيت، وقال معهد ميركس للأبحاث في تقرير له إن هذه
ارسال الخبر الى: